هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، يشرفنا أن تقوم بالتسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب
:˚ஐ˚◦{ <السلام عليكم , عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة منتَدَاكمً يُرَحبُ بكـُمً .. إنً كنتَ تَرغَب في الإنظمَامً إلى أسًرَة المنتَدَى سَنتَشَرَفُ بتَسًجيلَكَ ..تحيَآت إدَارَة منتَدَى اعدادية زاوية البئر:) ♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ آخر عُضو مُسجل هو حسناء فمرحباً به.
♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ <ستجدون هنا دروس الاجتماعيات و بعض المواد الاخرى ) ♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ يمكن للزائر الكريم تسجيل مساهمته في المنتدى ♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ يهنئء السيد مدير المؤسسة تلاميد المؤسسة باحياء هدا المنتدى من جديد ♥}◦˚ஐ˚
مشآرڪآتي : 126نقاط : 4788 التقييم : 10 تاريخ التسجيل: : 10/03/2012 العمر : 31 مَدينتے : افري المزاج : جيد
موضوع: كتابة القرآن الجمعة 16 مارس 2012 - 21:06
كتابة القرآن في العهد النبوي ، جمعه في عصري أبي بكر وعثمان. المصاحف العثمانية، نقط المصاحف وشكلها، ما يجب على كاتب المصحف ، المصاحف في دور الطباعة ، والمكي والمدني ، ترتيب الآيات والسور ، أسماء السور ، الأحكام المتعلقة بالمصحف.
بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة
مما لا شك فيه أن الله تعالى أكرم هذه الأمة بخير منهج ـ هو القرآن الكريم ـ وبخير معلم دعا إلى الله بإذنه ، وهو النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم ، كما لم يغب عن فهم المسلم وفكره أنه في رحاب القرآن ومدرسة النبوة تربى الرجال والنساء تربية إسلامية رشيدة ، وتخرجت أجيال استنارت بإيمانهم صفحات التاريخ ، ولكن المحاولات الحاقدة من أعداء الإسلام استطاعت أن تبعد المسلم عن القرآن فهماً وتأثيراً وسلوكاً إلى حد ما . كما شغلته حضارة العصر عن كتاب الله الهادي إلى الحق وإلى صراط مستقيم. ويشاء الله أن يتم نوره وأن يرد عن كتابه الذي تكفل بحفظه بعد أن أنزله تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة للمحسنين ، فهيأ من المسلمين من يتحمل مسؤولية البعث الجديد وكان لوزارة الأوقاف دور رائد في هذا المجال عبر إدارة الدراسات الإسلامية وفتحت لكل راغب أبواب مراكز تحفيظ القرآن وفق منهج يتيح للدارسين والدارسات حفظ القرآن وجودة ترتيله وفهم معناه واستمراراً لهذه الدراسات القرآنية أعدت الوزارة معاهد متخصصة في الدراسات الإسلامية. وفي ظل تطوير هذه الدراسة تقرر تدريس مواد جديدة كان من بينها دراسة " تاريخ المصحف الشريف " واختارت الإدارة لهذه الغاية كتاباً يتميز بسهولة العرض ورقة التعبير وأمانة النقل ليسهل التعريف بكتاب الله تاريخاً وتدويناً وليقف المسلمون على ما في القرآن من حكم وأسرار. وليزدادوا إيماناً بأنه كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلقه وأنه تنزيل من حكم حميد. نسأل الله أن ينفع به الراغبين في دراسته وأن يبصر المسلمين بنعمة الله عليهم ويسدد خطاهم نحو صيانة القرآن وحمايته من كل عدوان والله ولي التوفيق.
مدير الدراسات الإسلامية
الكتابة العربية وقت الإسلام وبعده بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمة أمية لا تكتب ولا تحسب ، ولا تعرف عن الخط والكتابة شيئاً ، اللهم إلا نزراً يسيراً في جزيرة العرب كلها ، وبضعة عشر رجلا من قريش خاصة ، ونفراً قليلا من أهل المدينة ومجاوريهم من اليهود عرفوا الخط والكتابة قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بقليل . فمن هؤلاء أبو بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وعثمان بن عبيد عفان ، وعلي بن أبي طالب ، وأبو سفيان بن حرب ، وطلحة بن عبيد الله ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وأبان بن سعيد ، والعلاء بن المقرئ ، وهؤلاء من أهل مكة. ومن أهل المدينة عمر بن سعيد ، وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، والمنذر بن عمرو ، وكان بها يهودي يعلم الصبيان الكتابة. ولقلة انتشار الكتابة في ربوع الجزيرة العربية ، وانحصارها في أفراد قلائل من أهلها صح التعبير عن الأمة العربية بأنها أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب ، وقد جاء الإسلام وسجل عليها الأمية بقوله تعالى } هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ { الجمعة2، والمشهور عند علماء التاريخ أن أستاذ القرشين في الكتابة والخط حرب بن أمية بن عبد شمس والد أبي سفيان الصحابي الجليل ، لأنه كان رجلا كثير الأسفار إلى البلاد بالتجارة ، فتعلم الخط والكتابة على يد أهل هذه البلاد ، وعلمها القرشين فبدأ الخط بمكة على يده. واختلف المؤرخون في تعيين من علم حرب بن أمية ، فقيل هو عبدالله ابن جدعان ، وقيل بشر بن عبد الملك ، وهاك ما ورد في هذا. ذكر الإمام الدائي بسنده إلى زياد بن أنعم قال : قلت لعبد الله بن عباس ، معاشر قريش ، هل كنتم تكتبون في الجاهلية بهذا الكتاب العربي ، تجمعون فيه ما اجتمع ، وتفرقون فيه ما افترق ، هجاء بالألف واللام والميم ، والقطع والوصل وما يكتب به اليوم قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، قلت : فمن علمكم الكتابة ؟ قال : حرب بن أمية ، قلت فمن علم حرب ابن أمية ؟ قال : عبدالله بن جدعان ، قلت فمن علم عبدالله ؟ قال : أهل الأنبار ، قلت فمن علم ذلك الطارئ ؟ قال : الخلجان بن الموهم ، كان كاتب هود نبي الله بالوحي عن الله عز وجل ، انتهى. وروى الكلبي عن عوانة أنه قال : أول من كتب بخطنا هذا وهو الجزم ـ مرامر بن مرة ، وأسلم بن سدرة وعامر بن جدرة ، وهم من عرب طيء ، تعلموه من كاتب الوحي لسيدنا هود عليه السلام ، ثم علموه أهل الأنبار ، وعنهم انتشرت الكتابة في العراق والحيرة وغيرها ، فتعلمها بشر بن عبدالملك أخو أكيدر بن عبدالملك صاحب دومة الجندل ، وكان له صحبة بحرب بن أمية لتجارته عندهم في بلاد العراق. فتعلم حرب منه الكتابة وعلمها القرشيين ، ثم سافر معه بشر إلى مكة فتزوج الصهباء بنت حرب أخت أبي سفيان ، فتعلم منه الكتابة جماعة من أهل مكة منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة الخ ، فكثر سواد الكاتبين من قريش قبل الإسلام إلى حد ما. فأنت ترى أن الرواية تدل على أن أستاذ حرب بن أمية عبد الله بن جدعان والثانية تدل على أن أستاذه بشر بن عبدالملك. بقيت الكتابة محصورة في أفراد قلائل في الجزيرة إلى أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، فشجع الكتابة ، وحث على تعليمها بجميع الوسائل. ومما يدلنا على هذا أنه لما انتصر على قريش في غزوة بدر وأسر منهم سبعين رجلا من صناديد قريش وغيرهم جعل على كل واحد من الأسرى لفكاكه من الأسر فداء من المال، وعلى كل من عجز عن الافتداء بالمال ـ إن كان ذا دراية في الكتابة ـ أن يعلمها عشرة من صبيان المدينة ، فلا يطلق سراحه إلا بعد تعليمهم. وبذلك راجت سوق الكتابة في المدينة ، وأخذت في الذيوع والانتشار في سائر الأنحاء كلما اتسعت رقعة الإسلام ، وكثرت فتوحاته. ولذلك لم يتم القرآن نزولا حتى كان للرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من أربعين كاتباً ، وكان أولو الأمر من المسلمين يعملون ـ جاهدين ـ على انتشار الكتابة في سائر الأقطار الإسلامية ليعلم الناس جميعاً أن الإسلام والعلم قرينان لا يفترقان وأن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يعمل على رفع مستوى الإنسانية إلى قمة المجد والسؤدد. قال العلماء : كان الخط الذي تعلمه حرب وعلمه القرشيين هو الخط الأنباري الحيري المسمى بعد انتقاله إلى الحجاز بالجزم ، وكان هذا الخط هو المتداول على أيدي الكاتبين ، يكتبون به رسائلهم وأشعارهم وغيرها إلى أن جاء الإسلام فكتبوا به الوحي ، ثم كتبوا به صحف أبي بكر التي جمع فيها القرآن ، ثم كتبوا به المصاحف العثمانية وغيرها ، واستمر تداوله بين الناس يكتبون به المصاحف وغيرها إلى أن فتح المسلمون الممالك ، ومصروا الأمصار ، ونزلت طائفة من الكتاب الكوفة فعنيت بتجويد الخط العربي وتحسينه حتى صار خط أهل الكوفة متميزاً بشكله من الخط الحجازي، فحينئذ سمي (( الخط الكوفي )) وبه كانت تكتب المصاحف وغيرها. ثم أخذ الخط العربي يسمو ويرتقي على يد هؤلاء المهرة الذين كان لهم اليد الطولى في تنميقه ، وتنسيقه وهم قطبة المحرر ، والضحاك بن عجلان ، وإسحاق بن جاد. وقد استطاع قطبة أن يخترع من الخط الكوفي والحجازي خطاً آخر هو مزيج من الخطين السابقين ، ويعتبر هذا الخط أساس الذي يكتب به الآن. وفي عهد الدولة العباسية بدأ الخط العربي يساير سائر العلوم نمواً وتقدماً في هذا العصر الذهبي على يد الوزير العظيم أبي علي محمد بن مقلة الذي استطاع بعقليته الفذة ، ونبوغه النادر أن يتمم ما بدأ به قطبة من تحويل الكتابة العربية من صورتها الكوفية إلى الصورة التي هي عليها الآن ، وقد اخترع أشكالا كثيرة للخط العربي وفروعاً له متمددة ، وصوراً شتى لسنا بصدد الكلام عليها. ثم جاء بعد ابن مقلة علي بن هلال البغدادي المكني بابن البواب ، فاقتفى أثر ابن مقلة وأخذ طريقته فهذبا ونقحها وأكمل قواعدها وكساها بهجة وطلاوة حتى أوقت على الغاية ، وما برح العلماء والكتاب في سائر الإعصار والأمصار يعنون بالكتابة ، ويتفننون في تجميلها وتنسيقها ويتبارون في إجادتها وتحسينها ، والنهوض بها نحو التقدم والرقي إلى أن بلغت الذروة في جمال التنسيق ، وكمال التنميق ، وبراعة التهذيب كما هو مشاهد الآن ، والله تعالى أعلم.
إنزال القرآن الكريم منجماً وحكمة ذلك لم يرد الله تعالى أن يكون إنزال القرآن على سنن إنزال الكتب السماوية السابقة جملة واحدة ، بل اقتضت حكمته تعالى أن يكون إنزاله منجماً [1] }وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً {الإسراء106، وقوله تعالى في سورة الفرقان حكاية عن الكفار ورداً عليهم } وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً {الفرقان32. موزعاً على الحوادث ، مقسماً على الأزمان ، والدليل على أن إنزال القرآن على هذا النحو قوله تعالى في سورة الإسراء : وهذه الآية تدل على أمرين: الأول : أن القرآن نزل مفرقاً ، والثاني أن غيره من الكتب السابقة نزل جملة واحدة ووجه دلالتها على الأمر الأول أنها سيقت لحكاية سؤال الكفار، واعتراضهم على كيفية إنزاله ، فلو كان نزوله جملة واحدة كنزول غيره من الكتب قبله لما صدر منهم هذا الاعتراض ، لأن نزوله حينئذ سيكون موافقاً للسنة الإلهية في نزول الكتب السماوية ، فاعتراضهم على كيفية نزوله دليل على أن نزوله مخالف لنزول الكتب قبله ، وقد كان نزولها جملة فيكون نزوله مفرقاً. ووجه دلالتها على الأمر الثاني أن الله تعالى لم يكذبهم فيما ادعوا من نزول الكتب السماوية جملة ، فلو كان نزولها مفرقاً كالقرآن لأكذبهم ، ورد عليهم بأن التنجيم هو سنته تعالى فيما أنزل على الأنبياء من الكتب كما ورد عليهم في قوله } وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً {الفرقان7 بقوله تعالى } وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً {الفرقان20، يعني أن هذه سنته تعالى في جميع الرسل ، وكما رد عليهم في قولهم } أَبَعَثَ اللّهُ بَشَراً رَّسُولاً { الإسراء94،بقوله } وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ { الأنبياء7، ومثل ذلك قولهم : كيف يكون محمد رسولا ولا هم له إلا النساء ، ورد الله عليهم بقوله} وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً { الرعد38. فالله تعالى لم يكذب المشركين ولم يرد عليهم فيما ادعوا من نزول الكتب السابقة جملة ولكنه أجابهم ببيان الحكمة في إنزال القرآن منجماً مخالفاً في ذلك لسائر الكتب قبله بقوله تعالى : } كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً { الفرقان32. وسنقفك على شرح حكمة هذا التنجيم قريباً إن شاء الله تعالى . إذا علمت أن القرآن نزل على هذه السنة. سنة التوزيع على الحوادث ، والتقسيم على الأزمان فاعلم أنه قد كانت تنزل الآية الواحدة ، وقد كانت تنزل عدة آيات. فقد نزلت عشر آيات في سورة النور دفعة واحدة في قصة الإفك من قوله تعالى :} إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ { إلى قوله تعالى : } وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ { النور20 كما في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم. ونزلت عشر آيات مرة واحدة أيضاً من قوله تعالى :}قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ { إلى قوله تعالى } أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ { المؤمنون10 ويدلنا على نزول هذه الآيات مرة واحدة ما رواه الإمام أحمد بسنده إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ، كان إذا نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي يسمع عند وجهه كدوي النحل ، فلبثنا ساعة فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال : (( اللهم زدنا ولا تنقصنا ، وأكرمنا ولا تهنا ، وأعطنا ولا تحرمنا ، وآثرنا ولا تؤثر علينا ، وارض عنا وأرضنا )) ثم قال : لقد أنزل على عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ثم قرأ }قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ { حتى ختم العشر . وروى هذا الحديث الترمذي والنسائي أيضاً. وصح نزول بعض آية وحدها ، وهي قوله تعالى في سورة النساء } غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ { النساء95. ففي البخاري عن البراء بن عازب قال : لما نزلت } لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ { النساء95 دعا رسول الله زيداً فجاء بكتف فكتبها وشكا ابن أم مكتوم ضرارته ، فنزلت } لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ { النساء95 وفي هذه الرواية إبهام وضحته الرواية التي رواها البخاري أيضاً عن سهيل بن سعد الساعدي وفيها التصريح بأن الذي نزل هو } غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ { وحدها. ومن السور القصار ما كان ينزل دفعة واحدة كالفاتحة ، والعصر ، والكوثر ، والنصر ، والإخلاص ، والمعوذتين ، ومنها ما كان ينزل مفرقاً كسورة اقرأ فإن أول ما نزل فيها من قوله تعالى } اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } إلى قوله } عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ { العلق5. ثم نزل باقيها بعد ذلك ، ومنها سورة الضحى ، نزل منها أولا من قوله تعالى (( والضحى )) إلى (( ولسوف يعطيك ربك فترضى )) ثم نزل باقيها بعد ذلك . ولم ينزل من السور الطوال سورة بتمامها إلا سورة الأنعام ، فقد روى كثير من المحدثين نزولها جملة عن غير واحد من الصحابة والتابعين لأنها مشتملة على المكذبين بالبعث والنشور . وهي من مقاصد الدين الأساسية التي لا يتوقف نزول آيها على سؤال أو حادثة ، أو سبب يقتضي إنزالها ، ورجح إنزالها دفعة واحدة الإمامان الفخر الرازي والقرطبي وغيرهما من علماء التفسير. أما بقية سور القرآن فقد نزلت منجمة متفرقة. هذا وقد كان نزول القرآن منجماً مثاراً لعجب المشركين ، ومنشأ لاعتراضهم عليه ، فقد سمعوا أن الكتب السماوية السابقة كانت تنزل على الرسل جملة واحدة ، كما نزلت التوارة على موسى في الألواح مرة واحدة ، فقالوا : إذا كان القرآن قد نزل على محمد بن عبدالله كما يدعي فما باله لم ينزل عليه جملة واحدة كما نزلت التوراة على موسى ، وما باله تنزل منه الآية تلو الآية ، والآيات عقب الآيات في أزمنة متطاولة ؟ أليست سنة الله في إنزال الكتب واحدة ؟ ألا يكون مجيئه هكذا مفرقاً دليلا على أن محمد يصطنعه ثم يقول هذا من عند الله ؟ وليست هذه الشبهة بأولى جهالاتهم ، فقد قالوا في القرآن ما هو أكثر شناعة من هذا ، وغالطوا حسهم وعقولهم ، وكابروا وجدانهم ، وما تشهد به فطرهم ، وما اعترف به أولو الرأي منهم ، فقالوا } إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ { ، } وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ { وقالوا } إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ { وهكذا شأن كل جهول يحكم على الأشياء بجهله ، وبما يوحيه إليه فساد استعداده ، وتصوره له سخافة فكره وجهلوا أن نله منجماً أمر اقتضته حكمة الله التي سمت عن قولهم ، وضلت عنها أفكارهم ، وأنه لولا هذا التنجيم لما أحدث القرآن الكريم في الأمة العربية هذا الانقلاب العجب الذي سرى أثره في الأمم الأخرى ، فكان حداً فاصلا بين عهدين ، عهد طفولة النوع البشري ، وعهد بلوغه أشده ، واستكماله خصائصه التي يميزه الله بها على كثير من خلقه. وقد حكى الله تعالى هذه الشبهة في هذه الآية } وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً { الفرقان32 ، وقد فندها ورد عليهم بقوله } كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً { الفرقان32 فبين أن حكمة تنجيمه هو تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم في مواطن اللجاج والخصومة بينه وبين المكابرين من أعدائه. واقتصر في بيان حكم تنجيم القرآن على هذه الحكمة لمناسبة المقام ، فإنهم كانوا يظنون أن هذه الشبهة الواهية التي شنعوا بها على القرآن كافية في هدم دعائم الدعوة المحمدية ، فعكس الله عليهم ظنهم ، وبين أن تنجيمه من أقوى العوامل في تثبيت قلبه وتقوية شوكته ، وإحكام دعوته. واقتصار القرآن على هذه الحكمة في مقام الرد على المشركين لا ينافي أن لتنجيمه حكماً أخرى يجتلي البصير نورها إذا تأمل في المناسبات التي نزل القرآن لأجلها ، والغرض المنشود من أنزله كله ، والظروف التي أحاطت بالرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين حين نزوله. وعند التأمل العميق ، والنظر الفاحص نستطيع أن ندرك بعض هذه الحكم ، وهاك بيانها.