قراءة في أبرز الصحف الأوروبية الصادرة اليوم

اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الاثنين، بالخصوص، بالتهديدات الإرهابية التي تستهدف العديد من الدول الغربية، وإعداد الحكومة البرتغالية للميزانية، والسياسة الجنائية بفرنسا، وبطولة العالم للسباحة المقامة في برشلونة بإسبانيا، ونتائج الانتخابات الرئاسية في زيمبابوي، والتصريحات الأولى للرئيس الإيراني الجديد.

وهكذا، عادت الصحف البلجيكية إلى التفجيرات المفترضة التي تقض مضجع العديد من الدول الغربية وتساءلت عن سبب هذه المخاوف المفاجئة من التفجيرات، وذكرت بأن حوالي ألف معتقل قد يكونوا هربوا من السجون في الأيام الأخيرة في أعقاب الهجمات المنسوبة إلى تنظيم (القاعدة) بليبيا وباكستان، مضيفة أن شهر غشت يتزامن مع ذكرى العديد من الهجمات الإرهابية العنيفة.

وأفادت الصحف البلجيكية بأن العديد من العواصم اتخذت تدابير احتياطية في مواجهة مخاطر هجمات (القاعدة) بالخصوص الولايات المتحدة التي قررت إغلاق 25 سفارة وقنصلية ب17 دولة عربية، وتساءلت الصحف عما إذا كانت هذه الإجراءات ضرورية.

وطرحت صحيفة (لاستاندار) أسئلة بشأن هذه الأجندة وأبرزت أن مستوى اليقظة تم رفعه فيما تتعرض وكالة الأمن القومي للانتقادات في أعقاب قضية سنودن.

وذكرت (نيوبلاد) من جهتها بأن حكومة بوش اتهمت مرارا برفع مستوى اليقظة طبقا لأجندتها السياسية وتساءلت عما إذا كان يجب وضع عمل وكالات الاستخبارات موضع تساؤل.

واهتمت الصحف الفرنسية بإصلاح التقاعد والسياسية الجنائية وإقرار المجلس الدستوري قانونا يقضي بالترخيص المؤطر للبحث بشأن الأجنة والحصاد الجيد للفرنسيين في بطولة العالم للسباحة المقامة ببرشلونة.

وذكرت صحيفة (لي زيكو) أنه في إطار إصلاح أنظمة التقاعد التي تعدها الحكومة، سيتم إحداث "حسابات الآلام" ستتيح لأصحابها الحصول بشكل مبكر على التقاعد.

وتوقفت الصحف الفرنسية أيضا عند إطلاق سراح مدانين يقضون بفرنسا عقوبات سجنية بسبب عدم وجود أماكن بالسجون تسعهم. وذكرت صحيفة (لوفيغارو) أن الاتحاد من أجل حركة شعبية (معارضة) يعتبر هذه القضية بمثابة "غرق للقضاء"، مضيفة أن الأمر لا يتعلق بحادث معزول بل نتيجة لسياسة جنائية تنهجها وزيرة العدل الفرنسية كريستيان توبيرا.

وتحت عنوان "البحث حول الأجنة بات مرخصا منذ الآن"، اعتبرت صحيفة (لاكروا) أنه "حتى الآن، فإن هذا البحث بشأن الأجنة، كان محظورا في فرنسا لكن بات بمقدور الباحثين الاستفادة من استثناءات" بهذا الشأن.

وأضافت أن "القانون الجديد يضع حدا لهذا النظام الاستثنائي بترخيصه لبحث مؤطر"، بينما أجرت صحيفة (لي زيكو) مقابلة مع وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي جونيفييف فيوراسو بهذا الشأن أكدت خلالها أن هذا الترخيص سيدخل فرنسا الى التنافس الدولي في هذا المجال. وأضافت الوزيرة الفرنسية أن الأمر يتعلق بتغيير حقيقي كان منتظرا بشكل كبير منذ مدة من قبل الباحثين والمرضى.

رياضيا، أبرزت صحيفة (ليبراسيون)، تحت عنوان "الزرق يسبحون في الذهب الجيد"، المشاركة الرياضية الفرنسية في بطولة العالم للسباحة المقامة ببرشلونة، وأفادت بأن المنتخب الوطني الفرنسي حل في المرتبة الثالثة بهذه المنافسات.

وذكرت صحيفة (لو فيغارو) أن منتخب الزرق حصل على تسعة ميداليات من بينها اربعة ألقاب وهو ما أتاح لفرنسا الحصول على المرتبة الاولى أوروبيا في هذا المجال.

واهتمت الصحف الإسبانية بالخلاف القائم بين مدريد وحكومة جبل طارق حول منطقة الصيد إثر تهديد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني باتخاذ تدابير انتقامية. وكتبت يومية (أ بي سي) أن الحكومة البريطانية أعربت عن "قلقها" إزاء تصريحات خوسيه مانويل غارسيا مارغايو التي أكد فيها أن "الاستراحة انتهت" في إشارة لموقف الحكومة الاشتراكية السابقة المرن كثيرا تجاه جبل طارق، مضيفة أن لندن رفضت التحذيرات التي أطلقها رئيس الدبلوماسية الإسبانية بهذا الشأن.

وتحت عنوان "قلق لندن أمام تهديدات إسبانيا"، ذكرت صحيفة (إلموندو)، من جهتها، أن مارغايو اعتبر أن بلاده تعتزم فرض رسم عبور بقيمة 50 أورو وتكثيف عمليات المراقبة الضريبية على سكان جبل طارق الذين يملكون عقارات بإسبانيا.

وأوردت يومية (لاراثون) أن حكومة مدريد تفكر أيضا في إغلاق المجال الجوي الإسباني في وجه الطائرات المتوجهة إلى جبل طارق بعد شروع سفن من الصخرة بإسقاط كتل خرسانية في البحر لإنشاء شعاب مرجانية اصطناعية بغية تنمية الثروة السمكية بالمنطقة.

وفي البرتغال، كتبت (دياريو ايكونوميكو) أن الحكومة تميل حاليا الى إعداد قانون مالي لسنة 2014 على أساس وجود عجز مالي عمومي حدد في 4 في المئة من طرف الترويكا (الاتحاد الاوروبي والبنك المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي).

وافادت الصحيفة ان الحكومة قد تكون عرضت على الترويكا الدائنة اقتراحات تأخذ في الحساب ازدياد الدين العمومي للبلاد الذي بلغ نسبة 127 في المئة من الناتج الداخلي الخام.

وكشفت الصحيفة من ناحية أخرى أنه يتعين ان تدفع البرتغال 434 مليون اورو للبنوك التي ساعدت البلاد على بيع ديونها العمومية.

وفي سويسرا أوردت الصحف تعليقات واسعة لأولى التصريحات التي أدلى بها الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني بمناسبة توليه منصبه أمس الأحد.

وكتبت صحيفة (لوتان) واسعة الانتشار، في مقال تحت عنوان "تحديات متعددة أمام روحاني"، أنه لم يكن أبدا أمام رئيس إيراني في زمن السلم مواجهة هذا العدد من التحديات سواء الداخلية أو الخارجية، مضيفة أن رجل الدين المعتدل هذا يبعث على الكثير من الأمل، لكن هامش المناورة لديه يبقى ضيقا.

وركزت الصحف الألمانية على مواضيع كان أبرزها إغلاق سفارات غربية في العديد من البلدان الإسلامية والانتخابات في زيمبابوي، وأداء الرئيس الإيراني الجديد اليمين الدستورية.

وحول إغلاق السفارات الغربية، اعتبرت "هانوفرشن أليغماينة تسايتونغ" أن "مواجهة التهديدات الإرهابية المتنامية ليس أمرا سهلا. وعلى الغرب أن يتعايش معها، لأن هذه التهديدات سوف تستمر لفترة طويلة والحد منها قد يتطلب تدخلا عسكريا إذا لزم الأمر"، مشيرة إلى أن إغلاق السفارات يثبت أن الأمريكيين هم أكثر من وقع في فخ هذه التهديدات.

من جانبها، عبرت (زود دويتشه تسايتونغ) عن اعتقادها أن هذه التهديدات تأتي بعد فضيحة تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية.

وبخصوص الانتخابات الرئاسية في زيمبابوي كتبت (فرانكفورتر روندشاو) أن "الشيء الوحيد الذي يدعو للاستغراب في فوز روبرت موغابي في الانتخابات هو القوة التي حدث بها. لا أحد كان يشك في أن الرئيس ذو 89 سنة سيحظى بفوز جديد"، معتبرة أن "عبقرية موغابي" جعلت الدول الغربية في وضع صعب.

وأضافت أن حكومات واشنطن ولندن وبرلين كلها تعتبر أن الانتخابات شابها التزوير لكن بالمقابل فإن جارتها القوية جنوب أفريقيا وكذا الاتحاد الأفريقي اعترفوا بفوز موغابي، وهذا - حسب الصحيفة - يطرح إشكالية حقيقية.

من جهتها، اعتبرت (نوين أوسنابروكر تسايتونغ) أن زيمبابوي مع نتائج هذه الانتخابات "ما تزال بعيدة عن الديمقراطية الحقيقية"، مشيرة إلى أن "الآلاف من الموطنين لم يجدوا أسماءهم بلوائح الناخبين، والكثير منهم تم ببساطة إبعادهم، فيما آخرون تم ترهيبهم من قبل أتباع الطاغية المسن موغابي، الذي حكم بلاده لمدة ثلاثة عقود بقبضة من حديد".

وترى الصحيفة أن دولا مثل ألمانيا والولايات المتحدة، وأيضا هيئات كالاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة كانت محقة في انتقاداتها، مقابل مساندة واضحة من الاتحاد الإفريقي وجنوب إفريقيا لموغابي فيما اعتبرت صحيفة (شتوتغارتر ناخغيشتن) أن ممثلين عن منظمة الاتحاد الإفريقي ومنظمة تنمية الجنوب الإفريقي "السادك"، كانوا الوحيدين الذين خول لهم دور المفتش في الانتخابات "لكن لم يكونوا في مستوى وقف التلاعب الواضح".

واهتمت الصحف، من جهة أخرى، بأداء الرئيس الإيراني الجديد روحاني اليمين الدستورية، فعبرت صحيفة (راينبفالتز) عن شكوكها من النوايا التي عبر عنها روحاني الذي أدى اليمين الدستورية، وأكد أنه سيسعى للتخفيف من العقوبات على بلاده وتعزيز الحقوق المدنية.

ولكن، تضيف الصحيفة "الزعيم الروحي خامنئي الذي ورث منذ عام 1989 المنصب عن آية الله الخميني، تبقى له الكلمة الفصل في كل الأمور المتعلقة بالبلاد".

وفي موسكو، ذكرت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) أن وزارة الخارجية الأمريكية حذرت من احتمال شن هجمات على ممتلكات مواطنين أمريكيين في خارج الولايات المتحدة وخاصة في منطقة الشرق الأوسط. ودعت الوزارة الأمريكيين إلى أن يكونوا جاهزين للهجوم، وأصدرت تعليمات بإغلاق الممثليات الدبلوماسية في 21 دولة إسلامية.

وأضافت الصحيفة أن أكبر خطر يأتي من اليمن حيث توقفت سفارات بريطانيا وفرنسا وألمانيا أيضا عن العمل إلى جانب السفارة الأمريكية.

ونقلت صحيفة (كوميرسانت) عن مصدر قريب الصلة من الإدارة الأميركية قوله، في إشارة إلى قرار السلطات الروسية منح ادوارد سنودن، فاضح برنامج التجسس الإلكتروني الأمريكي، حق اللجوء ،"لا أحد توقع أن تدخل موسكو في مواجهة قبل انعقاد القمة الأمريكية الروسية".

ومن الممكن، تضيف الصحيفة، أن تعيد الإدارة الأمريكية النظر في برنامج زيارة الرئيس باراك أوباما إلى روسيا في شهر شتنبر عندما تستضيف مدينة سان بترسبورغ الروسية قمة مجموعة العشرين.