هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، يشرفنا أن تقوم بالتسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب
:˚ஐ˚◦{ <السلام عليكم , عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة منتَدَاكمً يُرَحبُ بكـُمً .. إنً كنتَ تَرغَب في الإنظمَامً إلى أسًرَة المنتَدَى سَنتَشَرَفُ بتَسًجيلَكَ ..تحيَآت إدَارَة منتَدَى اعدادية زاوية البئر:) ♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ آخر عُضو مُسجل هو حسناء فمرحباً به.
♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ <ستجدون هنا دروس الاجتماعيات و بعض المواد الاخرى ) ♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ يمكن للزائر الكريم تسجيل مساهمته في المنتدى ♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ يهنئء السيد مدير المؤسسة تلاميد المؤسسة باحياء هدا المنتدى من جديد ♥}◦˚ஐ˚
مشآرڪآتي : 464نقاط : 4912 التقييم : 52 تاريخ التسجيل: : 03/03/2013 العمر : 24
موضوع: الازمنة الخاصة للعبادة والتربية الخميس 4 أبريل 2013 - 19:26
الازمنة الخاصة للعبادة والتربية
وكما امر الاسلام باتخاذ (امكنة) خاصة للتربية والعبادة كذلك ركز في الشعور الديني عند المسلمين (ازمنة معينة) خصصها للتربية، والعبادة من قبيل الشهر العظيم، شهر رمضان المبارك، شهر الله الذي يستضيف فيه المؤمنين ويستمطرون بركاته، وهداه، وغفرانه، ورحمته..
{ 311 }
هذا الشهر الحافل بالعطاء، والممارسات العبادية التي يعز على الانسان المؤمن ان تفوته حتى لو كان يمارس اعمالاً اخرى أهم والزم..
هذا الشهر الذي فيه كثرة، وتركيزاً في الصلاة، وكثرة وتركيزاً في الدعاء، والتوجه الى الله تعالى.. واحتفالاً عاماً في مشاعر الناس، وشعاراتهم.. الشهر المليء بالخيرات، والمليء بالمناسبات الدينية العظيمة.
لقد شاء الله تعالى في تربيته لعباده.. ان يوجد الى جانب الخط الدائم في التربية.. خط الصلاة اليومية والذكر المستمر خطاً آخر دورياً يتمثل في اوقات معينة يستعد فيها المؤمنون الى نشاطات عبادية اكبر.
دورة اسبوعية تمثله في يوم الجمعة المباركة من حيث ما فيه من ادعية، وزيارات، وتوجيهات، ودورة سنوية متمثلة في شهر رمضان المبارك، الذي يتم الاعداد الروحي له في شهر رجب، وشعبان، والشهرين العظيمين في الشهور.. ودورة حياتية متمثلة في الحج قابلة للاستزادة في كل حين.. ودورة في ايام معدودات متمثلة في الاعتكاف الذي يمكن اداؤه في أي وقت تقريباً وفي هذه الدورات ينتفي مضعف الالفة الذي نجده في الصلاة اليومية، ويعيش المؤمن العبادة غضة طرية في ايام قليلة من العمر..
(5) - الثقافة الايمانية
الثقافة هي - في واحد من مداليلها المتعددة، نقصده هنا بالذات - هي الرؤى الفكرية التي تؤثر في عواطف الانسان وسلوكه، وقيمه،
{ 312 }
وطريقته في الحياة.
والثقافة الايمانية، هي بصائر، وهدى، وافكار تقرب من الله وتسهل الطريق على من يريد ان يتكامل في هذا الطريق.
ليست الافكار مقطوعة الصلة بالحياة العاطفية والسلوكية للانسان، بل لها اكبر الاثر فيها، وتؤثر، وتتأثر بها. ويتكاملان، كما يقتضي ذلك منطق القرآن الكريم.
(كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون)(19)
(لأنتم اشدّ رهبة في صدورهم من الله. ذلك بانهم قوم لا يفقهون)(20)..
وعلى اساس هذا المنطق القرآني ففي الثقافات ما يقرب الى الله ومنها ما يبعد عنه : الدافع الى الله الذي يفتح للانسان عينه، ويبصره نقاط ضعفه، وسبيل نموه، واساسيات حياته الدينية، ومنها الحاجز الذي يحول بين الروح الانسانية، وبين الانطلاق في طريق التحرر الذاتي والتكامل الوجداني وعبادة الله.
والثقافة الايمانية التي تقرب الى الله تعالى.. تتألف من عنصرين :
1) - المنهج الاسلامي في التفكير الذي ينظر الى الاشياء بالطريقة القرآنية، أو المنطق الاسلامي الخاص، الصدور عن القرآن الكريم،
{ 313 }
التلقي من الله تعالى، والانفتاح على كلماته التعامل الفكري مع الغيب، لا الغيبية الميتة، بل التعقل الذي يأخذ فيه الدين موقعاً مركزياً، سواء في الشعور، ام في الالتزام.. والمعايشة الفكرية الكثيرة، للفكر الغربي والاتجاهات المادية، وعدم الاهتمام الثقافي بالقرآن الكريم والسنة، والتأريخ الخاص يؤثر بشكل واضح على طريقة المؤمن في التفكير، وكيفية تناوله للامور، ويبدو له الدين من خلال ذلك اتجاهاً بين الاتجاهات.. وطريقة من الطرق يدافع عنها ولكن منهكاً مرهقاً.
2) - الافكار والمعلومات الايمانية في مجال العبادة والاخلاق، والسيرة والقرآن الكريم، والنفس البشرية والعلاقات مع الناس، وغير ذلك مما تتشكل المعرفة فيه اعداداً فكرياً، للتربية الروحية، وتكوين الاحاسيس، والمشاعر الايمانية، وبناء السلوك الديني المستقيم، وقد تعيش مع الكثير من المؤمنين، يستهينون بالاعمال العبادية ، فلا يرونها مهمة انما المهم عندهم الفكر، والعمل الفكري، والاهتمام بامور الناس، وهؤلاء لا يفتقرون الى قلب سليم، أو نية حسنة أو روح دينية، وانما يفتقرون الى رؤية سليمة فقط من الممكن ان تتوضح لهم بسهولة.. فيفتح لهم ذلك الطريق الى الله.. والنمو الروحي والوجداني.
ان الافكار والثقافة التي تتصل بالقرآن الكريم، وكلمات الرسول (ص) واهل بيته وسيرته تصحح الكثير من الافكار الخاطئة عن التربية الروحية، وعن الاسلام بشكل عام، وتصدر بالانسان المسلم من منبع ثقافي اصيل، وتخلق له اطاراً ذهنياً، وشعورياً يتعامل معه.. وداخله، وهو اطار يفترض المبادئ الدينية، ويجعل من المؤمن يتعامل مع الافكار
{ 314 }
من خلالها، وليس على حسابها. وهي ايضاً معايشة، ولقاء مستمر مع الله تعالى، ومع القادة الميامين الاطهار (ع).
ومن الممكن هنا ان نسجل بعض الكتب في المجال الاخلاقي والتربوي نرى من الضروري للانسان المؤمن ان يتدارسها، ويتعامل معها باستمرار :
1) - اصول الكافي لثقة الاسلام الكليني المتوفى في النصف الاول من القرن الرابع الهجري، والجزء الثاني منه بالخصوص وهو يشتمل على كتاب الايمان، والكفر، كتاب الدعاء، كتاب فضل القرآن، كتاب العشرة.
2) - وسائل الشيعة للحر العاملي، فان فيه مجموعة كبيرة مفيدة من هذه الناحية.. منها : - كتاب جهاد النفس.. المذكور في كتاب الجهاد، وكتاب ابواب العشرة.. في كتاب الحج، كتاب جامع السعادات للنراقي، وهو كتاب اخلاقي اسلامي.. وهو على العموم كتاب نافع جليل، ومؤثر اريد به ان يكون رداً على الانحراف الصوفي والتحلل الديني في آن واحد، ولا يضر في الاستفادة من هذا الكتاب عدم ضبط رواياته، أو تأثره بالفلسفة الاغريقية وروحه الفردية احياناً. لانه كما قلنا نافع على العموم.. ومأمون الجانب في هذا المجال.
ومن الكتب النافعة وفي هذا المجال.. مجال الفكر الايماني كتاب فلسفة الصلاة، ومكة في ضمير المسلم للشيخ علي الكوراني، وتذكرة الدعاء للبهي الخولي، والكتاب المسيحي، دائرة المعارف السيكولوجية المترجم في
{ 315 }
جزئين من قبل عبد اللطيف شرارة، وبعض آخر فانه كتاب نفسي عملي ومفيد..
(6) - مخالفة الاهواء - الصوم
ان كل مؤمن له اهواؤه - قلت او كثرة وهي قد تتعلق بالمال، الاكل والشرب، الجاه والمركز، التحكم والسيطرة على الآخرين، الخ. والهدف النهائي الذي يطمح اليه المؤمن هو الغاء هذه الاهواء من نفسه، وتطهير مشاعره، ووجدانه ودوافعه منها تطهيراً كاملاً.
اما المهمة الآنية والملحة، فهي اضعاف تأثير هذه الاهواء على السلوك، والتحكم فيها، وعدم السماح لها بالسيطرة على النفس، بل عدم السماح لها بالنفوذ بأي شكل من الاشكال.. وبكلمة اخرى : ان المهمة الآنية للانسان المؤمن هي تأمين سيطرة الارادة الربانية على النشاط، والسلوك بحيث تكون مقدمة على الاهواء، والميول الذاتية في النفس..
والتحكم في الاهواء، والغاؤها نهائياً من صفحة النفس والشعور ينتج من مجموعة عوامل اهمها أو من اهمها.. مخالفة الهوى..
(واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى)
وذلك لان كل عاطفة، أو انفعال او هوى، يضعف اذا لم تنفذ مطالبه، ولم يلب ما تقتضيه من تصرفات..
{ 316 }
وبكلمة اخرى : توجد لدينا حقيقتان ثابتتان :
1) - ان لكل عاطفة ، أو هوى، أو انفعال تصرفاً يقتضيه وينتهي اليه، فحب المال ينتهي الى الحفاظ عليه، وعدم التصدق به وحب المركز يقتضي من الانسان أن يحاول الظهور امام الناس في المجالات الفكرية، أو الخطابية أو الدينية..
2) - ان الفصل بين الهوى، وبين نتيجته العملية، وعدم تلبية مطالبه اضعاف له، وزعزعة لسيطرته على النفس، وتحكمه في السلوك، وتقوية للارادة الربانية (الجهاز الحاكم في الشخصية الاسلامية). والفصل بين الهوى، ونتيجته العملية امر ممكن لان العلاقة بينهما علاقة (الاقتضاء) لا علاقة (اللزوم).
ان مخالفة الاهواء بالنسبة الى الانسان المؤمن العامل في سبيل الله هي من اهم مهامه الآنية.. لانه احوج من غيره الى الارادة الحازمة، والقدرة على التحكم في الاهواء ومخالفة النفس.. ان خوف مقام الله تعالى، ومخالفة النفس، والصبر، واليقين هي دعائم الشخصية الرسالية القيادية، أو من دعائمها المهمة، وقد بين الله تعالى، انه قد جعل من بني اسرائيل ائمة لما صبروا، وكانوا بآياته يوقنون والصبر، هو الارادة الحازمة ضد ميول النفس، واتجاهاتها الذاتية، ولا يتم تكوين هذه الارادة الا من خلال مخالفة النفس.
وللاسلام طريقته الخاصة في مخالفة الاهواء.. ان الصوفي لا يهمه ان يخالف هواه عن طريق القاء ماله في البحر.. أو عن طريق سرقة اموال
{ 317 }
الناس ليكتشفوه بعد ذلك فيهينوه، وتسقط هيبته من اعينهم فيعاف الظهور، والمركز، أو عن طريق الوقوف على رأسه الى الصباح كما ينقل الغزالي ذلك في (احياء علوم الدين) ان هذه الوسائل محرمة في نظر الاسلام، ولم ينزل الله بها من سلطان، قلنا فيما سبق ان من روائع الاسلام، ومن نعم الله تعالى علينا انه كما حدد لنا الاهداف التربوية كذلك حدد لنا الوسائل ولم يتركنا للتخبط الصوفي، وترهات الغزالي، وأمثاله، أو الى طريقة التأمل البوذي.. أو غير ذلك من محاولات هذا الكائن الجاهل الضعيف..
امر الاسلام بالتحكم في النفس.. واكد على ضرورة سيطرة الارادة الربانية ومخالفة الاهواء.. وحدد لنا الطريق.
لا ترمِ مالك في البحر، ولا تبسط يدك كل البسط فتقعد ملوماً مدحوراً، ولا تسرف لان الله لا يحب المسرفين، ولكن انفق العفو، واد الصدقات المستحبة والواجبة.. والاسلام يعي ان الهدف من الزكاة، والصدقة ليس هو اعانة الفقراء فقط ولكن تطهير الوجدان البشري من حب المال، وتمكنه من القلب.
(خذ من اموالهم صدقة تزكيهم بها وتطهرهم)
ومن هنا فان الاسلام في باب الصدقة اوجب الزكاة.. ولكن من جهة اخرى حث على الصدقة.. وكان هذا الحث بدرجة الاستحباب..
{ 318 }
وهذا يعني ان الاسلام يريد من ذلك ان يكون طواعية، واختياراً ليكون اثر قدرة على التطهير والتزكية.. وحث الى جانب ذلك ان تكون الصدقة سراً لان صدقة السر افضل من صدقة العلانية.. واكثر قدرة على تنمية الروح المخلصة والروح المرتبطة بالله.. ومن هنا كان على المؤمن ان ينفق عفو ماله وفضله، ان يتحسس حاجات اخوانه. وان يحافظ على الطابع السري للانفاق قدر الامكان.
ولم يرد الاسلام ان يعيش على مزابل الكلاب ليواجه بذلك اهواءه كما يقول الصوفي..
(لا يكون الصوفي صوفياً حتى يجعل من زوجته ارملة، ومن اولاده ايتاماً، ويعيش على مزابل الكلاب)
وانما امره الى جانب الصدقة، والانفاق السري ان يصون لسانه من الكذب، والغيبة، ومن محاولات الظهور والثرثرة، وان تكون قاعدته الصمت الا في موارد الحاجة والضرورة، وان يتعلم الصوم المستحب.. الذي يكف به عن الشهوة ساعات. شهوة الجنس، وشهوة الطعام والشراب.. والصوم المستحب من اروع العبادات الاسلامية التي تربط الانسان بالله تعالى، وتنمي الارادة، وتصعد من ملكة الصبر.. ومن اهم مجالات الصوم المستحب، صوم ثلاثة ايام في الشهر.. (اول خميس من الشهر، وآخر خميس، والاربعاء الوسطى) وقد ورد الحث الشديد على ذلك في النصوص.. وهو من القدرات الروحية التي إن كانت مستحبة على
{ 319 }
الانسان المسلم من زاوية شرعية، فهي الزامية على الداعية من ناحية المنطق الاخلاقي، والروحية الاسلامية.. لان الداعية يلزمه ان يعد نفسه لتحمل القول الثقيل، والسير في طريق ذات الشوكة، وان يعاني مرارة الاستقامة في خضم العمل الاجتماعي، وكل هذا لا يتم الا من خلال التربية، والاعداد الروحي القائم على هذا، وامثاله.. ومن عناصر الداعية المسلم في هذا الميدان هو ان يتأمل ذاته، ويحسب نشاطاته، ويدرسها.. سيجد ان بعض التصرفات تقوم على اساس دواعي الهوى ولم يقصد الله فيها، ولم يذكره اصلاً.. هنا يجب عليه، أو ينبغي له ان يتوقف موقتاً، وان يتأمل قبل الاداء، فان كان تصرفه، وموقفه ضرورياً من الناحية الشرعية اقدم عليه، واداه مثاباً مأجوراً، وان لم يكن موقفه ضرورياً من الناحية الشرعية، والدعوتية تركه، واهمله.. خاصة في موارد التقييمات، والكلام على الناس، ومواجهتهم..