التدهور الفظيع للبيئة (1)
هناك جنس من الأجناس البيولوجية معرض للخطر وذلك بسبب الزوال السريع والمتصاعد للشروط الطبيعية لحياته، إنه الإنسان. وها نحن ندرك الآن بتلك المشكلة حين يكاد الوقت لحلها ينتهي.
من الضروري أن نذكر أن المجتمعات الاستهلاكية هي المسؤولة أساسا عن هذا التدهور الفظيع للبيئة، لأنها وليدة العواصم الاستعمارية القديمة وسياسات الإمبريالية التي أوجدت بدورها التخلف والفقر اللذين يدمران معظم الإنسانية. حيث لديها 20 بالمائة فقط من سكان العالم وتستهلك ثلثي الموجود من المعادن، وثلاثة أرباع من مجموع الطاقة التي يتم إنتاجها في العالم، وقد تسببت في تلوث البحار والأنهر والهواء، وفي ثقب طبقة الأوزون، وامتلاء الغلاف الجوي بانبعاثات غازات أدت إلى اضطراب المناخ بما يجر ذلك من عواقب كوارثيه أصبحنا نعاني منها للتو.
تتلاشى الغابات وتمتد الصحاري، وتصب ملايين من أطنان التراب الخصب في البحر كل سنة. كما ويتم زوال عدد كبير من الأجناس الطبيعية، ويؤدي الضغط السكاني والفقر إلى القيام بجهود يائسة للبقاء على قيد الحياة حتى على حساب الطبيعة. ولا يمكن إلقاء اللوم في ذلك على دول العالم الثالث لأنها هي التي كانت مستعمرات في الماضي، ويتم استغلالها ونهبها اليوم بسبب وجود نظام اقتصادي عالمي غير متكافئ.
ولا يمكن أن يكمن الحل في تحريم الدول الأكثر حاجة للتنمية منها، فالواقع هو أن كلُما يساهم اليوم في التخلف والفقر يشكل إساءة كبرى* للإكولوجيا.
إن عشرات من ملايين الرجال والنساء والشيوخ والأطفال يموتون كل سنة في العالم الثالث بسبب ذلك، وهذا العدد يزيد عن عدد الضحايا في كل واحدة من الحربين العالميتين. ويشكل التبادل التجاري غير المتكافئ والحماية التجارية والديون الخارجية هجوما للإكولوجيا، وتمهد لتدهور البيئة.
إذا ما أريد إنقاذ البشرية من ذلك التدمير الذاتي، ينبغي توزيع الثروة والتكنولوجيات على الأرض بطريقة أفضل، والتقليل من التبذير والترف لدى عدد قليل من الدول من أجل تخفيف حدة الفقر والجوع في جزء كبير من الأرض.
كفى لأساليب الحياة والعادات الاستهلاكية التي يتم نقلها لدول العالم الثالث، والتي تلحق الضرر بالبيئة. ولنجعل حياة الإنسانية أكثر عقلانية عبر إقامة نظام اقتصادي دولي منصف.
هيا نستوظف القدر اللازم من العلم في تحقيق التنمية المستدامة بعيدا عن التلوث. ولندفع ثمن الديون الإيكولوجية بدلا من الديون الخارجية. دعونا نعمل من أجل زوال الجوع* وليس من أجل زوال الإنسان.
طالما زالت الشيوعية وتهديداتها المزعومة، ولا تبقى هناك من ذريعة أو حجة للحروب الباردة وسباق التسلح والإنفاق لأغراض عسكرية، ماذا يمنع إذن توجيه تلك الإمكانيات لإنماء العالم الثالث، ومكافحة التهديدات بتدمير كوكب الأرض إيكولوجيا؟
لنضع حدا للأنانية والهيمنة واللامبالاة وعدم الإحساس بالمسؤولية وللخداع، وإلا فسنكون غدا قد فاتت الفرصة لنعمل ما توجب علينا عمله قبل زمن طويل
التعامل مع البيئة بشكل أكثر توازناً (2)
يمثل اهتمام العالم في الوقت الحاضر بالحفاظ على البيئة وحياة المجتمعات الإنسانية على الأرض أهم التوجهات العلمية والفلسفية والتطبيقية التي تنحى نحوها معظم الدراسات والبحوث. ونلاحظ إن التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم من حيث النمو السكاني والزيادة المطردة في عدد السكان، إضافة إلى أزمة الطاقة، ومشاكل التلوث الناتج عن استهلاك الطاقة بشكل كبير، وتأثيراتها السلبية على البيئة، قد أثارت اهتمام مختلف دول العالم، سواءً كانت مصدرة أو مستوردة للطاقة.
وتشير الدراسات أن قطاع البناء وحده يستهلك (40-50%) من الطاقة في العالم، كما أن أكثر من نصف الموارد الأولية الطبيعية (حوالي ثلاثة مليارات طن سنوياً) تستخدم في مجال البناء والتشييد.
لذا، فإن الدعوة تتواصل للتعامل مع البيئة بشكل أكثر توازناً، خاصة من قبل المخططين والمعماريين والمصممين، للبحث عن بدائل تخطيطية وتصميمية للمدن الحديثة والمجمعات السكنية الجديدة، من خلال الاستفادة من مصادر الطاقة الطبيعية الجديدة منها والمتجددة.
مفهوم الاستدامة Sustainability
الاستدامة تعني القدرة على الحفاظ على مستوى ثابت من التنمية والتطور دون استنفاذ المصادر الطبيعية أو التسبب بأضرار بيئية خطيرة.
تحتوي على ضمان حصول البشر على فرص التنمية دون التغاضي عن الأجيال المقبلة، وهذا يعني ضرورة الأخذ بمبدأ التضامن بين الأجيال عند رسم السياسات التنموية، وهو ما يحتم بالتالي (مأسسة) التنمية في مفهومها الشامل من خلال المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، بما يجعلها تساهم في ديمومة التنمية.
الاستدامة تهدف إلى التطور الذي يراعي الرفاهية وزيادة فسحة الإمكانيات للأجيال القادمة، والتي ستمكنهم من التنعم بموارد البيئة، وقيم الطبيعة التي نستغلها الآن.
الاستدامة تعني انه يجب التعامل مع التطور والتنمية ببصيرة واسعة من ناحية البعد الزمني، والفراغ والسكان المتأثرين.
وقد اكتسب تعريف هيئة براند تلاند للتنمية المستدامة شهرة دولية منذ بداية الحوار حول ذلك المفهوم، حيث ظهر في تقرير تلك الهيئة المعروف بعنوان مستقبلنا المشترك في عام 1978 محاولة لتعريف التنمية المستدامة بأنها عملية التأكد أن قدراتنا لتلبية احتياجاتنا في الحاضر لا تؤثر سلبياً في قدرات أجيال المستقبل لتلبية احتياجاتهم.
مفهوم التنمية المستدامة وأثرها على العمارة
مفهوم الاستدامة موجود منذ القدم، وبالتالي فإن أجدادنا لم يستخدموا مصطلح الاستدامة كتعبير عن طريقة معيشتهم، وكيفية توفير مصادر العيش، والأسلوب الذي يبنون به، بل عاشوا المفهوم وطبقوه بشكل عفوي وتلقائي.
إذن فالاستدامة هي مصطلح شامل ومرتبط بالتنمية المطلوبة للمجتمع الإنساني.
إن الأساليب المتطورة والأفكار الخلاقة للتعامل مع المصادر الطبيعية تتطلب تضافر جهود ذوي التخصصات: المعماريين والمخططين والباحثين بالتعاون مع أصحاب القرار للتركيز على التقنيات الصديقة للبيئة، خاصة في مجال البناء وتخطيط المدن.
دور البيئة في التنمية المستدامة
التنمية المستدامة تتعدى مفهوم البيئة المحض لتشمل كافة القطاعات وتفاعلها فيما بينها وتأثيرها على نوعية الحياة.
فالاستدامة البيئية شرط أساسي لتحسين نوعية الحياة، بما فيها الصحة العامة، وتحقيق التنمية الاقتصادية عبر حماية الموارد الطبيعية والمواد الأولية.
التصميم المستدام خطوة أساسية لتحقيق العمارة المستدامة
سادت العالم اليوم عدة مصطلحات عديدة منها:
العمارة الخضراء Green Architecture،
التصميم المستدام Sustainable Design،
والتصميم البيئي أو الإيكولوجي Environmental or Ecological Design،
وهي مسميات مهما بدت متعددة إلا أنها تسعى في مجموعها لتحقيق التوازن بين احتياجات الإنسان من جهة والحفاظ على الموارد الطبيعية من جهة أخرى، للتقليل من نسب التلوث البيئي.
أما الاستدامة فهي أكثر شمولا لارتباطها بالتنمية والموارد الطبيعية والبشرية، ونمط تعامل الإنسان مع البيئة.
توجهات حديثة للعمارة المستدامة المتوافقة بيئياً
التصميم الجيد للعمارة المستدامة يتحقق عبر تكامل مبادئ العمارة التقليدية مع نظم و وسائل التكنولوجيا الحديثة. حيث يحقق: الحفاظ على مصادر البناء والطاقة الطبيعية، زيادة متانة الأبنية، توفير الراحة للساكنين، التوفير في الطاقة وكلفة التشغيل، تقليل التلوث والمخلفات والتوفير عن طريق إعادة الاستخدام.
المبنى المتوازن بيئياً هو المبنى الذي يصمم وفق مفهوم الاستدامة، أي يكون نابعاً من بيئته ومتوافقاً معها ومستفيداً من إمكانياتها ومحافظا على مواردها للأجيال القادمة.
ويمكن استخلاص مجموعة من المبادئ التي استند عليها المبنى التقليدي لترشيد استهلاك الطاقة وتوفير الراحة للساكنين، دون التأثير على البيئة والتي يمكن تطويرها كمؤشرات للمبنى الحديث:
الموقع والتصميم.
التظليل والتشجير.
التهوية الطبيعية.
مواد البناء.
التصميم البيئي والحفاظ على الطاقة.
الأسس العامة لتصميم المباني الخضراء
المحافظة على الصحة العامة للسكان والمحيط، وعلى الكرة الأرضية بشكل عام.
المحافظة على الطاقة والمياه والمصادر الطبيعية الأخرى.
تحقيق مفهوم الاستدامة (sustainable) في المباني، والاقتصاد في إنشاء وصيانة هذه المساكن.
استعمال المواد التي ليس لها تأثير سلبي على البيئة، سواءً في إنتاجها أو استعمالها أو صيانتها أو التخلص منها.
التخلص من المخلفات بشكل لا يترتب عليه تأثير سلبي على البيئة، ومعالجة المخلفات بما يخدم النظام البيئي.
اعتبارات التركيز على المباني الخضراء
إن قطاع الإنشاءات وما يرافقه من عمليات موازية يستنفذ (في الولايات المتحدة كمثال) ما يقارب 35% من الطاقة الكلية المنتجة.
إن ما يقارب من 60% من الكهرباء في الولايات المتحدة يستهلك في هذا القطاع.
كما أن هذا القطاع وما يرافقه من صناعات مختلفة تطلق ما يقارب 35% من ثاني أكسيد الكربون.
ويستهلك ما يقارب 35% من إنتاج الولايات المتحدة و 25% من إنتاج العالم من الأخشاب.
وينتج هذا القطاع ما يقارب من 210 مليون طن من المخلفات الصلبة.
وفي منطقة واحدة مثل بورتلاند فإن هذا القطاع يقتطع هكتار واحد يوميا من الأراضي الزراعية لحساب المنشئات.
بالإضافة إلى الهدر الكبير في المياه الصالحة للشرب والزراعة.
الخلاصة
ساعدت التطورات الحديثة في التكنولوجيا وإمكانية نقل مصادر الطاقة ومواد البناء المتطورة على إيجاد حلول بنائية بشكل مغاير، ولكن الكثير من هذه الحلول تستنزف كوكب الأرض على الرغم من التقنيات الحديثة.
يجب أن يتجاوب المبنى مع البيئة المحيطة، وفق مفهوم الاستدامة. عبر التفاعل المتوازن مع الموارد الطبيعية كالشمس، الرياح، طبوغرافية الأرض، ومواد البناء المتوفرة، وموائمتها مع القيم الاجتماعية وعادات وتقاليد المجتمع.
التنمية المستدامة هي نتاج جهود المجتمع بأكمله، عبر خطوط شمولية طويلة الأمد، نحو تحقيق وتطوير مجتمع متوازن وفق سياسات بيئية، واقتصادية، واجتماعية وسياسية مدروسة.
إن تشجيع العمارة المستدامة وترشيد أساليب البناء، واستهلاك الطاقة هي أحد الركائز التي يعتمد عليها نجاح التنمية المستدامة في أي مجتمع.
التحدي الكبير الذي يواجه المعماريين والمخططين الآن؛ هو اختيار وتعديل التكنولوجيا المتطورة بما لا يؤثر سلباً على البيئة، وفي نفس الوقت يتم تطوير أدائية ومتطلبات الراحة في المبنى المتوافق بيئياً.
إذا لم نتخذ من الاستدامة أسلوبا للحياة فسوف نعرض مستقبل الأجيال القادة للخطر.
(3) التنمية المستدامة Sustainable Development
ليس هناك مفهوم محدداًُ للتنمية المستدامة ولكن الغرض هو استمرار تلك التنمية. وتشتمل هذه التنمية على فكرتين أساسيتين تتحقق من خلالهما:
الفكرة الأولى: الحاجة (Needs) إلى تهيئة الوضع من أجل المحافظة على مستوى حياة مرضى لجميع الناس.
الفكرة الثانية: الحدود القصوى(Limits) لسعة البيئة لتلبية احتياجات الحاضر والمستقبل طبقاً لمستوى التكنولوجيا، والنظم الاجتماعية، وتتدرج هذه الاحتياجات من احتياجات أساسية كالمأكل والمشرب والملبس إلى احتياجات فرعية طبقاً لتقسيم ماسلو (Maslow’s Model) المتوقفة على السن– النوع – الوضع الاجتماعي – المهنة.
الأبعاد المحورية للاستدامة
للتنمية المستدامة ثلاثة محاور رئيسية يعتبرون الدعائم الرئيسية لها باختلال أحدهم تتأثر الأهداف الرئيسية للتنمية أو الاستدامة، هذه المحاور هي:
1- البيئــة Environment
2- الاقتصاد Economy
3- المجتـمعSociety
محاور الاستدامة ووسائل تحقيقها
ولنجاح عملية التنمية المستدامة لابد من ارتباط هذه المحاور وتكاملها نظراً للارتباط الوثيق بين البيئة والاقتصاد والأمن الاجتماعي وإجراء التحسينات الاقتصادية ورفع مستوى الحياة الاجتماعية بما يتناسب مع الحفاظ على المكونات الأساسية الطبيعية للحياة والتي تعتبر من العمليات طويلة الأمد.
إن فكرة الاستدامة البيئية تقوم على ترك الأرض في حالة جيدة للأجيال القادمة أفضل مما كانت، فإذا أحتفظ الإنسان بنشاطه وأداه دون استنزاف المواد الطبيعية أو إهدار البيئة الطبيعية يكون هذا النشاط مستدام طبيعياً ويتحقق هذا عن طريق:
قلة استهلاك المواد الطبيعية.
استخدام مواد قابلة للتدوير كلياً بعد الاستهلاك وتكون قابلة للتجديد، ويتم تجميعها دون إضرار بالبيئة أو استنزاف مواردها.
وصول نسبة التدوير للمخلفات 100 % .
الحفاظ على الطاقة وقابلية مخزونها للتجديد والمحافظة على البيئة.
العمارة المستدامة Sustainable Architecture
تعتبر العمارة تحديداً فريداً في مجال الاستدامة فالمشروعات المعمارية تستهلك كميات كبيرة من المواد وتخرج كميات أكبر من المخلفات والنفايات.
وقد عرف الإنشاء المستدام بأنة عبارة عن الابتكار والإدارة المسئولة عن بناء بيئة صحية قائمة على الموارد الفعالة والمبادئ البيئية.( Resource Efficient & Ecological Principle) وهدف هذه النوعية من العمارة هو الحد من التأثير السلبي على البيئة من خلال الطاقة وفعالية الموارد.
مبادئ العمارة المستدامة
الحد من استهلاك الموارد الغير قابلة للتجديد.
تجميل البيئة الطبيعية.
إزالة أو الحد من استخدام المواد السامة.
وتطبيق هذه المبادئ يقلل التأثير السلبي على البيئة الطبيعية والمشيدة من حيث المباني ومحيطها المباشر والإقليمي والعالمي فالمبنى المستدام انطلاقا من هذه المبادئ يعرف بأنه ممارسات البناء التي تسعى إلى الجودة المتكاملة (الاقتصادية – الاجتماعية – البيئية) بطرق واضحة، فالاستخدام المنطقي للموارد الطبيعية والإدارة الملائمة للمباني يسهم في إنقاذ الموارد النادرة وتقليل استهلاك الطاقة وتحسين البيئة مع الأخذ في الاعتبار دورة حياة المبنى كاملة وكذلك الجودة البيئية، الوظيفية، الجمالية و القيم المستقبلية.
التصميم المستدام
للوصول إلى التصميم المستدام لابد من التكامل التام بين العمارة وكل من التخصصات الهندسية المكملة ( الكهربية – الميكانيكية – الإنشائية ) بالإضافة إلى القيم الجمالية والتناسب والتركيب والظل والنور والدراسات المكملة من تكلفة مستقبلية للنواحي المختلفة ( البيئية – الاقتصادية – البشرية ) وقد حددت خمس عوامل للوصول إلى التصميم المستدام.
تكامل التخطيط والتصميم ويكون التصميم ( ذاتي التشغيل ) إذا ما قورن بالتصميم التقليدي وتكون للقرارات التصميمية المبكرة تأثير قوى على فاعلية الطاقة.
اعتماد التصميم على الشمس وضوء النهار والتبريد الطبيعي كمصادر طبيعية للإمداد وتهيئة الجو المناسب للمستخدم.
اعتماد التصميم المستدام على فلسفة بنائية وليس شكل معين أكثر من اللجوء إلى الأشكال المألوفة.
يفترض أن تتكلف المباني المستدامة في مرحلة الإنشاء كثيراً ولكنها اقتصادية في مرحلة التشغيل ولا تكون أكثر تعقيداً من المباني التقليدية.
يعتبر التصميم المتكامل الذي يكون فيه كل عنصر جزء من كل أكبر منه عنصراً هاماً لنجاح التصميم المستدام.
اعتبار ترشيد استهلاك الطاقة وتحسين صحة المستخدم من العناصر الأساسية في التصميم تليها العناصر الأخرى، فالاتجاهات التصميمية الحديثة يجب أن توجه إلى الأشكال المحافظة على الطاقة وفاعليتها وإدماج التكنولوجيا المتوافقة للمحافظة على الإنسان والبيئة .
مبادئ التصميم المستدام
للوصول إلى عماره مستدامة يجب إرساء مبادئ الاستدامة في العملية التصميمية وتوجيه نظر المعماريين إلى العملية التصميمية المستدامة والتي تهتم بالعناصر الآتية:-
دراسة المكان: بداية أي تصميم مستدام يجب أن يبدأ بدراسة المكان فإذا اهتممنا بأبعاد المكان المختلفة يمكن لنا العيش فيه دون تدميره، ويساعد المصممين في عمل التصميم المناسب كالتوجيه والحفاظ على البيئة الطبيعية وتوافقها مع التصميم والوصول إلى التكامل بين المبنى وبيئته المبنية والخدمات المتاحة.
الاتصال بالطبيعة: سواء كانت بيئة طبيعية أو مبنية هذا الاتصال يمنح الحياة للمبنى ويدمجه مع بيئة تعايشه ومستخدميه.
إدراك العمليات الطبيعية: فالحياة الطبيعية تكاملية أي أن النظم الطبيعية تسير في دائرة مغلقة ( اكتمال دورة الغذاء والطاقة في مرحلة الأرض البكر ) وتلبية حاجات جميع الأنواع يأتي عن طريق العمليات الحياتية، فعن طريق عمليات المشاركة التي تجدد ولا تستنزف الموارد وتصبح أكثر حيوية فكلما كانت الدورات طبيعية ومرئية عادت البيئة المصممة إلى الحياة.
دراسة التأثير البيئي: التصميم المستدام يسعى إلى إدراك التأثير البيئي للتصميم. بتقييم الموقع، والطاقة، والمواد، فعالية طاقة التصميم وأساليب البناء ومعرفة الجوانب السلبية ومحاولة تحقيقها عن طريق استخدام مواد مستدامة ومعدات ومكملات قليلة السمية (استخدام المواد والأدوات قابلة التدوير في الموقع).
تكامل بيئة التصميم ودعم العمليات: يجب تعاون جميع التخصصات المشاركة في العملية التصميمية مع تضمين المباني المستدامة في المراحل الأولية لاتخاذ القرارات التصميمية والاهتمام بمشاركة المستخدمين والمجتمعات المحلية والمناطق المجاورة في اتخاذ القرار.
دراسة الطبيعة البشرية: يجب أن يهتم التصميم المستدام بدراسة طبيعية المستخدمين وخصائص البيئة المشيدة وإدراك متطلبات السكان والمجتمع و الخلفية الثقافية والعادات والتقاليد حيث تتطلب العمارة المستدامة دمج القيم الجمالية والبيئية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية واستخدام توقعات المستخدمين والتكنولوجيا للمشاركة في العملية التصميمية المناسبة للبيئة .
مفهوم الاستدامة من منظور الفكر المعماري
تعتبر العمارة المستدامة أحد الاتجاهات الحديثة للفكر المعماري الذي يهتم بالعلاقة بين المبنى وبيئته سواء كانت طبيعية أو مصنوعة.
أوضح Jan Mcharg أن مشكلة الإنسان مع الطبيعة تتجلى في ضرورة إعطاء الطبيعة صفة الاستمرار بكفاءة كمصدر للحياة، فالعمارة البيئية هي عملية تضمن للمبنى أن يصمم بأسلوب يحترم البيئة مع الأخذ في الاعتبار تقليل استهلاك الطاقة والمواد والموارد وأيضا تقليل تأثير الإنشاء والاستعمال على البيئة وتعظيم الانسجام مع الطبيعة.
ظهرت في بداية الستينات من القرن الماضي العديد من الصيحات التي نادت بحماية البيئة والطبيعة وظهر التفكير في المبنى كنظام بيئي مصغر يتفاعل ويتداخل مع النظام البيئي الأكبر، أتبعها ظهور العديد من الجمعيات والمؤسسات المهتمة بالعمارة البيئية والمبنى البيئي من خلال فكرة الاستدامة مثل حركة بيولوجيا البناء، والتي اعتبرت المبنى كائن حي يمثل للإنسان طبقة الجلد الثالثةThird skin .
إن التحدي العالمي الذي يواجهه صانعوا السياسة ومتخذي القرار هو نفس التحدي الذي يواجهه المختصين في مجال البناء، ولن يتم التوصل إلى حل المشكلات الأساسية في عملية البناء الحديثة ولكن يستطيع المجتمع ككل البدء في عملية التغيير بهدف خلق مبنى صحي آمن .
أهداف العمارة المستدامة
نظراً لتغيير الاتجاه العالمي من الاهتمام بالكم إلى الكيف والتي شكلت أهداف جديدة لقطاع الإنشاء ومطالب المستهلك والصحوة العالمية للاستدامة والتي شكلت الأهداف الرئيسية للعمارة المستدامة في الأتي:
فاعلية الموارد
فاعلية الطاقة
الوقاية من التلوث
التوافق مع البيئة
الأعمال النظامية والمتكاملة
ويمكن تطبيق هذه الأهداف وتوقع النتائج على محاور الاستدامة الثلاثة طبقاً للجدول التالي.
المعايير الإرشادية للتصميم المستدام
للتأكد من أن التصميم المعماري يحقق الاستدامة ويتوافق مع مبادئها وأفكارها يجب إتباع المعايير الإرشادية الآتية في مرحلة التصميم وتقييم المشروعات المقدمة قبل التنفيذ:-
تقليل استخدام الطاقة المبنية على أساس يضر بالبيئة في جميع المراحل البنائية والعناصر المكونة للبناء سواء في جمع الطاقة، المواد، وسائل المواصلات، مراحل البناء والطاقة المستخدمة خلال عمر المبنى.
الاستخدام الأمثل للمواد المطورة والمتجددة المصنعة من المصادر المتاحة.
تجنب المواد الكيميائية المدمرة للبيئة الطبيعية سواء في مرحلة التصنيع، التشغيل أو الإشغال بما في ذلك الأنظمة الميكانيكية والكهربية.
محاولة استخدام المواد البديلة والمحتوية على مكونات عضوية سريعة الزوال.
توافق التصميم مع الاستخدام الأمثل للإضاءة الطبيعية (مع مراعاة الحدود المسموح بها).
استثمار الإمكانات الطبيعية في التهوية المتجددة مع مراعاة خطة التحكم التي تقلل استخدام الطاقة وتحقق الراحة القصوى.
الاستخدام الأمثل للطاقة الشمسية المباشرة والسلبية وتوظيفها في التسخين والتبريد للوصول إلى الراحة الحرارية واللجوء إلى تكييف الهواء الصناعي في الظروف الضرورية الخاصة.
ضمان أن أنظمة إدارة المبنى صديقة للبيئة وللمستخدم وغير معقدة.
تحقيق الفرص المناسبة لتوليد الطاقة الكهربائية المتجددة والمجمعة بالموقع.
تحقيق الفرص الممكنة لاستغلال الطاقة الحرارية الكامنة بالأرض والمكتسبة عن طريق الشمس والتي تبلغ ذروتها صيفاً.
تقليل استهلاك المياه والاستخدام الأمثل لمياه الأمطار و تطهير مياه الصرف واستخدامها في الأغراض الأخرى المتوافقة مع المواصفات العالمية.
تقليل استخدام المياه المستخدمة في عناصر تنسيق الموقع.
إبداع بيئة خارجية جيدة تتناسب مع الراحة البصرية وتهيئة البيئة المناسبة للمبنى وتفعيل استخدام الصفات النباتية المتميزة (الأشجار المتساقطة الأوراق موسمياً) والصفات البيئية (التبخير واستخدامه في التبريد) والتي يمكن استخدامها في تحقيق الراحة الحرارية.
بتطبيق هذه الاختبارات على التصميم المقدم يمكن تقييم كفاءة التصميم ومدى تلبيته لشروط الاستدامة وتوافقه مع البيئة الطبيعية وبيئته الخاصة.
التوصيات
لتحقيق الاستدامة البيئية في القطاع العمراني المعماري يجب على المهندسون المعماريون أن يعلموا عن القضايا البيئية أثناء تدريبهم وممارستهم العملية التصميمية والانفتاح على كل ما هو جديد.
يجب على المؤسسات الأكاديمية أن ترعى الوعي البيئي وتعرف الطلبة وتدربهم على أخلاقيات التصميم البيئي، وتطوير مهاراتهم و أساسهم المعرفي في التصميم المستدام.
الوضع الحالي للتصميم المستدام في الطراز المعماري هو نظام أخلاقي وليس علماً - تغيير أساليب الحياة - والاتجاه نحو المحافظة على البيئات العالمية والمحلية، فتطور الأسس المعرفية العلمية يزود المهارات، والأساليب، وطرق التنفيذ لتحقيق أهداف التصميم البيئي.
لتحسين الاستدامة البيئية يجب أن يتوازن المبنى ويحقق ثلاث مبادئ أساسية:
التصميم المستدام،
اقتصاد الموارد،
و دورة حياة التصميم (التصميم، البناء، التشغيل والصيانة، إعادة التصنيع وإعادة استخدام الموارد المعمارية).
لتحقيق التصميم المستدام يجب تحديد الأهداف والفوائد التي تحقق الزيادة الكمية والنوعية للمنشآت وتحقق الفوائد الاقتصادية، والمادية، الصحية والسيكولوجية إلى مستخدمي المبنى.
الطرز المعمارية الجديدة للعمارة المستدامة يجب أن توضح كيف يتفاعل المبنى مع بيئته الداخلية، البيئات العالمية والمحلية عن طريق:
اقتصاد الموارد (الطاقة, الماء والمواد)،
التحكم في تقليل الإمدادات الغير متجددة،
و طرق إدارة الناتج البيئي الملوث (تقليل الخسارة البيئية وإدارة المخلفات).
تشجيع المهندسون المعماريون على ابتكار أشكال معمارية جديدة تزيد الإظلال في الصيف وتحتفظ بالحرارة في الشتاء واستخدام الأساليب التكنولوجية لرفع كفاءة أداء عناصر التصميم ومكونات المبنى. ومساعدة المستخدمين في التعرف على المصادر الجديدة ودورة حياة مواد البناء.
تعريف علم البيئة (5)
يتفق الخبراء والمختصون المعنيون بأن علم البيئة يحتل في الوقت الحالي حيزا هاماً بين العلوم الأساسية والتطبيقية والإنسانية. ولعل من أهم ما دعا الإنسان المعاصر إلى النظر إلى علوم البيئة بهذه الجدية هي التفاعلات المختلفة بين أنشطة التنمية والبيئة، والتي تجاوزت الحدود المحلية إلى الحدود الإقليمية والعالمية. وأصبح الإنسان ينظر إلى هذه المستجدات كمشاكل عالمية لا تستطيع الدول إلا مجتمعة، أن تضع الأطر والحلول المناسبة لها. علما بأن مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة البشرية في ستوكهولم عام 1972 أعطى لقضية ”البيئة“ فهما واسع، بحيث أصبحت تدل على أكثر من مجرد عناصر طبيعية (ماء، وهواء، وتربة، ومعادن، ومصادر للطاقة، ونباتات، وحيوانات)، وإنما جعلها بمثابة رصيد من الموارد المادية والاجتماعية المتاحة في وقت ما وفي مكان ما لإشباع حاجات الإنسان وتطلعاته.
لقد نشأ علم البيئة كحاجة موضوعية، ليبحث في أحوال البيئة الطبيعية، أو مجموعات النباتات، أو الحيوانات التي تعيش فيها، وبين الكائنات الحية الموجودة في هذه البيئة. وعلم البيئة يبحث في الأفراد والجماعات والمجتمعات والأنظمة البيئية، وحتى في الكرة الحية، ولذا يعتبر أحد فروع علم الأحياء الهامة، حيث يبحث في الكائنات الحية ومواطنها البيئية.
ويعرف علم البيئة بأنه العلم الذي يبحث في علاقة العوامل الحية (من حيوانات ونباتات وكائنات دقيقة) مع بعضها البعض، ومع العوامل غير الحية المحيطة بها، وهو معني بدراسة وضع الكائن الحي في موقعه، فضلا عن محيطه الفضائي، ويحاول علم البيئة الإجابة عن بعض التساؤلات، ومنها كيف تعمل الطبيعة، وكيف تتعامل الكائنات الحية مع الأحياء الأخرى أو مع الوسط المحيط بها سواءً الكيماوي أو الطبيعي، وهذا الوسط يطلق عليه النظام البيئي، الذي نجد أنه يتكون من مكونات حية وأخرى ميتة أو جامدة، إذا، فعلم البيئة هو دراسة الكائنات الحية وعلاقتها بما حولها وتأثيرها على علاقاتنا بالأرض.
تفسير مصطلح البيئة Ecology
المرادف لمصطلح البيئة بالانكليزية هو Environment (عرفة قاموس أطلس: 1) محيط: الظروف والأوضاع المحيطة، 2) مجموعة الظروف الطبيعية المحيطة والمؤثرة في نمو وتطور الكائن المتعضي {الكائن الحي العضوي}، 3) مجموعة معقدة من الظروف الاجتماعية والثقافية المؤثرة في الفرد أو المجتمع. مجموعة ، وهناك مصطلح Ecology مشتق من كلمة Okologie الذي اقترحه علم الحيوان الألماني أرنست هيكل Ernest Haeckel (1869) لتعني علاقة الحيوان مع المكونات العضوية واللآعضوية في البيئة. وأصل الكلمة مشتق من المقطع اليوناني Oikes والتي تعني بيت و Logos تعني علم. وبذلك تكون كلمة إيكولوجي هي علم دراسة أماكن معيشة الكائنات الحية وكل ما يحيط بها. وعرفه قاموس أطلس: بعلم التبَّبَيُّؤ: 1) علم من علوم الأحياء يدرس العلاقة بين الكائنات العضوية وبيئتها، 2) العلاقة بين الكائنات العضوية وبيئتها، 3) فرع من علم الاجتماع يدرس العلاقات بين المجموعات البشرية وبيئتها المادية الاجتماعية، 4) دراسة الآثار الضارة للحضارة الحديثة على البيئة).
وفي اللغة العربية، فإن كلمة بيئة مشتقة من الفعل الثلاثي بَوَأ، ونقول تبوأ المكان أي نزل وأقام به. والبيئة هي المنزل، أو الحال (المعجم الوسيط). ولقد درجنا في اللغة العربية على أطلاق اسم علم البيئة على التسمية Ecology فأختلط بذلك الأمر مع مفهوم البيئة Environment، وأصبح عالم Ecologist و عالم Environment وكأنهما تسميتان مترادفتان لمجال عمل واحد، ولكن الواقع يختلف عن ذلك تماماً. فعالم Ecologist يعني – بحسب أيوجين أدوم – بدراسة وتركيب ووظيفة الطبيعة، أي أنه يعنى بما يحدد الحياة وكيفية استخدام الكائنات للعناصر المتاحة، أما عالم Environment فيعنى بدراسة التفاعل بين الحياة والبيئة، أي أنه يتناول تطبيق معلومات في مجالات معرفية مختلفة في دراسة السيطرة على البيئة، فهو يعنى بوقاية المجتمعات من التأثيرات الضارة، كما يعنى بالحفاظ على البيئة محلياً وعالمياً من الأنشطة البشرية ذات التأثير الضار، وبتحسين نوعية البيئة لتناسب حياة الإنسان.
إن علم البيئة أو علم التبيؤ Ecology هو الدراسة العلمية لتوزع وتلاؤم الكائنات الحية مع بيئتها المحيطة، وكيف تتأثر هذه الكائنات بالعلاقة المتبادلة بين الأحياء كافة وبين بيئتها المحيطة. وتتضمن بيئة الكائن الحي الشروط والخواص الفيزيائية التي تشكل مجموع العوامل المحلية اللآحيوية كالطقس والجيولوجيا (طبيعة الأرض)، إضافة للكائنات الحية الأخرى التي تشاركها موطنها البيئي (مقرها البيئي) Habitat .
المراجع
(1) الخطاب الذي ألقاه فيدل كاسترو بتاريخ 12 يونيو 1992 في ريو دي جنيرو، في مؤتمر الأمم المتحدة حول البيئة والتنمية.
(2) ورقة عمل بحثية بعنوان ”الاستدامة“ المعماري/ سالم رباح الحربي
(3) المؤتمر العلمى الاول - العمارة والعمران فى إطار التنمية، المحور الاول : التنمية المعمارية والعمرانية والاستدامة عنوان الورقة البحثية: العمارة المستدامة - تقديم د.م / محسن محمد ابراهيم
(4) *
www. arch.hku.hk/research/ BEER/sustain .com By .Sam C M Hui. 2002 *
(5) أساسيات علم البيئة الحديث - الأكاديمية العربية المفتوحة في الدانمرك – كلية الإدارة والاقتصاد – قسم إدارة البيئة
www.arch.hku.hk/research/ BEER/sustain**
http://www.ecologicalhomeideas.com/r...s_services.cfmhttp://www.dukaneprecast.com/index.cfmhttp://www.deltechomes.com/index.php http://www.innovida.com/house_villa2story.aspالتعديل الأخير تم بواسطة