" لا شيء يجعل الانسان عظيماً، غير ألم عظيم" ـ الفريد دي موسيه ـ

" لا شيء يجعل الانسان عظيماً، غير ألم عظيم"
ـ الفريد دي موسيه ـ

تسألني و تقاسيم وجهها البريئة، مملوءة بالحنان، ماذا بك؟ أجيبها وقلبي يخفق حبا و لهفة لاحتضانها:- بخير. تقول لي: احلف

برأسي - وآه ما اغلى رأسها عندي- انا بخير يا حبيبتي..ترد قائلة: أمتأكد أنت؟ اجيبها نعم و انا اعي جيدا انها تعلم اني اخفي

عنها لوعة حبي و غيرتي عليها..و اما عن همومي و شواغلي الحياتية و رغبة تحقيق احلامي الاكبر مني ، فحدث و لا حرج..لم

تزل واقفة على عتبة الباب..امعن النظر اليها..اتأمل بريق عينيها..

ارى فيهما شوقا جارفا و حبا صاخبا و رغبة جامحة يكتنفها الخجل و الحياء لاحتضاني..اعد خفقات قلبها المتزامنة و خفقات

قلبي..تنساب رائحة عبير عطرها الفواح المميز لانفاسي فتمدني بالاكسجين و اشعر بالنشوة تقول لي: هيا قل شيئا..اقول لها:

اليس الصمت ابلغ من الكلام؟ ام انك لم تعودي قادرة على قراءة عيني؟ تجيب بعد تنهيدة: آه يا حبيبي، انا عندما انظر اليك، اذوب ،

يتلكع لساني ، تحمر و جنتي، تجف و ترتعد شفتي ..اقول لها: ألهذه الدرجة تخجلين مني؟ ام..تقاطعني..ليس خجلا يا حبيبي، انه

حبي لك.. برهة من الزمن و تودعني فتقول لي: دعك من المطالعة و اخلد الى النوم لتأخذ قسطا من الراحة.,.فانت لم تنم و ظاهر

عليك الاعياء و التعب..ادعي امامها بانني سانام و ما ان تغيب و تختفي عن نظري حتى انكب على وجهي باكيا و خشية من

افتتضاح امري، اطفي الانارة و استلقي على فراشي و اتحايل على نفسي محاولا اجبارها على النوم.. لكن السبات يجافيني و كانه

ينتقم مني..اتحسس وقع خطواتها و هي في طريقها الى فراشها في حجرة نومها..تمشي وروحي معها ووحده جسدي النحيل يبقى

دون حراك هامدا كالجثة الملقاة اللهم الا انفاسي التي تروح و تجيء مثقلة " بكافيين" قهوتي..ابكي لوعة حبي لها، ترقص

جدران قلبي عذابا، تدمع عيني دما، ترتجف كل فرائضي حنينا و شوقا اليها..تشرد ذاكرتي، تجيئني افكارا سوداوية اعرف في

قرارة نفسي انها وساوس و مع ذلك لا البث ان انصاع لها تاركا عنان التفكير يجول و يصول في اللاواقع..يخيل الي انها لم تعد

تحبني..او ان فتورا ما قد طرأ على حبها لي..تزداد خفقات قلبي اكثر فاكثر..احس بالم فظيع اسفل ضلوعي..ابكي و ابكي و ابكي..و

يزداد خوفي من ان يعلم احد ببكائي..فالبكاء في مجتمعنا الشرقي صفة ملصقة بالمرأة و حيلة الضعيف..و محرم على الرجل

الشرقي عرفيا البكاء و الا وصف بالضعيف و اهتزت رجولته امام النسوة..امسح دموعي ، اكفكفها براحة يدي، استعيذ بالله ،

العن الشيطان، اشعل إنارة حجرتي من جديد، اوهم نفسي بان لدي ما اكتبه..افشل و اعجز ، اتناول كتابا ، اقرأ سطرا اثنين،

ثلاثة ثم اغلقه و اعيده لمكانه على الرف..اكتب بضعة اسطر ثم امزق ما كتبته ..افكر في الكتابة اليها، اخجل من نفسي لاحساسي

و اعتقادي و شعوري بان رسائلي لم تعد ذات شأن بالنسبة لها، او انها اضحت عادة سيئة و الا ما معنى و ما تفسير عدم ردها

على رسائلي كالمعتاد؟ استطرد و استذكر انها كانت دائما تقول لي بانها لا تحبذ الكتابة و ان عدم ردها على رسائلي لا يعني انها

لم تعد تحبني او ان حبها قد وهن او اصابه الفتور كما اعتقدت انا..و انها لم تزل على العهد الذي قطعناه على نفسينا يوم خفق

قلبانا..الملم اوراقي، اطفىء الانارة، احاول الخلود الى النوم..لكن هيهات هيهات ان يطاوعني و كان ثاره معي لم ينته بعد..اتمتم

بيني و نفسي مبسملا ، محوقلا، و مستغفرا ربي..يقفز الى ذاكرتي ما قالته لي ذات مساء بانني عاطفي جدا جدا و لست افهم حتى

الان ما معنى ان يكون الانسان عاطفيا جدا جدا لان الحب عندي لا يوهب بالتقسيط و عاطفي انا لانني احببتها و احبها و سابقى

احبها بمداد الحب كله..و لن ادخر لغيرها جزءاً من هذا الحب و لن يبقى بالقلب حبا بعدها.

خاتمة
انه ليس هجوما كما قد يتراءى للبعض و لا انتقاصا من حبها لي بقدر ما هي رغبة ملحة في ان يقتلني حبها و ان تحرقني حرارة عاطفتها ليس الا..

» الله يجعل شي بركة
» الانسان في العالم
» الصلاة و الانسان
» الغنى لدى الانسان
» بلايا الانسان