هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، يشرفنا أن تقوم بالتسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب
:˚ஐ˚◦{ <السلام عليكم , عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة منتَدَاكمً يُرَحبُ بكـُمً .. إنً كنتَ تَرغَب في الإنظمَامً إلى أسًرَة المنتَدَى سَنتَشَرَفُ بتَسًجيلَكَ ..تحيَآت إدَارَة منتَدَى اعدادية زاوية البئر:) ♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ آخر عُضو مُسجل هو حسناء فمرحباً به.
♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ <ستجدون هنا دروس الاجتماعيات و بعض المواد الاخرى ) ♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ يمكن للزائر الكريم تسجيل مساهمته في المنتدى ♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ يهنئء السيد مدير المؤسسة تلاميد المؤسسة باحياء هدا المنتدى من جديد ♥}◦˚ஐ˚
مشآرڪآتي : 9نقاط : 4361 التقييم : 0 تاريخ التسجيل: : 07/07/2012 مَدينتے : تنغير العاصمة
موضوع: عصر اختطاف ولي العهد الأحد 8 يوليو 2012 - 13:59
محمد داير
قال عبد الإله بنكيران ، رئيس الحكومة ، إن عصر اختطاف الملك من قبل جهات نافذة في النظام السياسي المغربي قد ولى ، وذلك في معرض تبريره للسماح بحزب " العدالة والتنمية " بتصدر الانتخابات البرلمانية الأخيرة وتكليفه بتشكيل الحكومة ، وهنا يريد بنكيران أن يقنع المغاربة بأن نظام الملك محمد السادس يأخذ مسافة واحدة من جميع الفرقاء السياسيين وأن العهد الذي " تطبخ " فيه الأغلبية الحكومية بحسب تبعية الأحزاب المكونة لها من الدوائر " المتحكمة " في القرار السياسي و " المختطفة " للملك إلى غير رجعة ، بحسب الزعيم الإسلامي .
وبهذه الجرأة في التشخيص على الأقل ، يكون بنكيران قد فتح باب التساؤل عن الجهات التي " تختطف " الملك وتبعده من الاقتراب من هموم شعبه ، وهي الجهات التي يسميها في بعض الأحيان بـ " العفاريت " ، وأحيانا أخرى بـ " التساميح " ، ويصل به التوضيح أكثر إلى القول إنهم " جيوب مقاومة " تضمر الشر للمغرب الأقصى وتبعده عن سلوك طريق الديمقراطية والتقدم والعدالة الاجتماعية .
وإذا حاولنا استقصاء الجهات التي " تحكمت " لعقود في القرار السياسي المغربي ، و " أرخت قبضتها " بفعل الربيع العربي ، تماشيا مع المنطق التبريري لبنكيران ، كي لا نتهم بافتعال مشكل غير وارد أصلا في المنظومة السياسية المغربية ، نجد أن هذه الجهات مقربة أصلا من الملك وتحظى بدعمه وتشتغل وفق أوامره ونواهيه ، مما يعني أن بنكيران " مخطئ في التحليل " أو " يتعمد الخطأ " – وهذا ليس من أخلاق الرجال ذوي المروءة – عندما يتهم جهات بـ " اختطاف " الملك ، وهي في الحقيقة تشتغل مع الملك ، وتعتبر من أذرعه السياسية والإعلامية والدبلوماسية في المشهد السياسي المغربي.
ولنوضح " خطأ " بنكيران ، يكفي التذكير أن فؤاد عالي الهمة ، الرجل الأقوى في المغرب بعد الملك ، حتى بعد أن تسلم الزعيم الإسلامي رئاسة الحكومة ، والذي أسس حزب " الأصالة والمعاصرة " ، حظي بثقة الملك مجددا بعد تعيينه مستشارا بالديوان الملكي ، فكيف يكون الهمة " مختطفا " للقرار الملكي وهو يحظى بثقة الملك ، وكيف يكون الهمة " متحكما " في اللعبة السياسية وهو يشتغل في المشهد السياسي بضوء أخضر من الملك ، لا شك أن بنكيران يقصد " تماسيح " أخرى لا نظن بوجودها ، لكنها لن تكون بحال من الأحوال أقل نفوذا وتأثيرا من نفوذ المستشار الملكي ، فؤاد عالي الهمة ، أو من نفوذ مدير الكتابة الخاصة بالملك ، منير الماجيدي .
هذه " التماسيح " ، تفتح بين الحين والآخر النقاش حول " تحميل " طفل صغير لم يبلغ الحلم بعد ، قواعد بروتوكولية صارمة ومعقدة ، قد تفقد الطفل براءته العادية لتدخله في أتون صراع سيكولوجي مع الذات حول المغزى من " إغلاق " الجولان بـ " ركعات " و " قبلات " لا يوجد أي مثيل لها بين أطفال العالم مهما كبر شأنهم أم صغر ، هل يقصد " مربي " الطفل بذلك فرض هيبته على الحرس ؟ ونحن نعلم أن لا هيبة يمكن أن يفرضها طفل على الآخرين ما لم يبلغ الحلم إلا إذا كان " ألعوبة " بيد " العفاريت " – بحسب تعبير بنكيران – يحركونه كما يشاءون ، أم أنهم يقصدون بذلك " إبعاد " الطفل عن فضاءه الطبيعي كي لا يصاب بمكروه ؟ وهذا الوضع يطرح مشكلتين : الأولى مشكلة للطفل مع نفسه ، والثانية مشكلة الطفل مع الشعب خاصة وأن الطفل يحمل في الدستور المنظم للسلطات في المغرب صفة " ولي العهد " .
بالنسبة لمشكل الطفل مع ذاته ، فإن " تقييده " بتلك القواعد الصارمة في السلوك والحركة والتعامل مع الذوات البشرية يجعله لا يثق في أي كان ، وسيتصور الآخرين " وحوشا " تتربص به في أي لحظة ، أما مشكلة الطفل مع الشعب فهي نتيجة طبيعية لمشكله مع ذاته ، لأن احترازه غير العادي من الآخرين منذ سنوات طفولته الأولى يؤثر بشكل كبير في تشكل شخصيته ليس فقط من حيث طباعه الشخصي وإنما من حيث قراره السياسي ، وعندما يتصور رجل السياسة الآخرين ( الغرباء عن الذات ) " وحوشا تضمر له الشر " فإن جميع الوسائل مشروعة في هذه الحالة للدفاع عن الذات / الحكم . وبالعودة إلى قاموس بنكيران ، هل يمكننا القول إن " جيوب المقاومة " خرجت من النافذة بعد أن سمحت بمرور " الربيع العربي " من الجغرافيا المغربية وتشكيل الحزب الإسلامي للحكومة ، وعادت من الباب بأن " حملت " ولي العهد أكبر من طاقته في مغامرة غير محسوبة يراد من خلالها إرسال خطاب تحدي للمطالبين بنظام الملكية البرلمانية الأكثر واقعية قَبْلَ المطالبين بإسقاط الملكية مفاده " كل شيء في البلد مِلْكُُ للملك ، ومِلْكُُ لابن الملك أيضا ، مهما كانت صلاحيات رئيس الحكومة المنتخب " ؟ ، الجواب عن هذا السؤال يمكن استخلاصه من موقف الملك نفسه ، لأن هذا الموقف – الواضح بالنسبة للبعض والغامض بالنسبة للبعض الآخر والواضح/ الغامض بالنسبة للنخب المقربة من السلطة – هو الذي جعل الفسيفساء السياسية المغربية منقسمة على نفسها حول ما تسميه وسائل الإعلام المغربية تلطيفا " الطقوس المخزنية المرعية " .
فكل فريق يؤول موقف الملك من " الركوع " وتقبيل أياديه وأيادي ابنه بدرجة حظوته لدى الملك ولدى محيطه ، أو بدرجة رغبته في نيل تلك الحظوة ، ومن الأمثلة على ذلك أن حزبي " العدالة والتنمية " الإسلامي و " الاتحاد الاشتراكي " اليساري لا يعتبران تلك " الطقوس " قواعد صارمة فرضها الملك على " رعاياه " رغم أنها " تنسج " أمام ناظريه – كمن يقول إن تحية الجنود لقائد الجيش عملية تطوعية وليست قاعدة عسكرية صارمة قد تكلف الجندي منصبه إن لم نقل حياته في الأنظمة الشمولية – إنما " عادة " متوارثة تعبر عن " الأصالة " المغربية ينبغي الحفاظ عليها ، ويمكن تفسير هذا الموقف برغبة الحزبين في مزيد من الحظوة لدى النظام السياسي ، وقس على ذلك موقفهما من الدستور وصلاحيات الملك وصلاحيات رئيس الحكومة والموقف من اللعبة السياسية بمداخلها ومخارجها . أما مواقف فقيه النوازل ، عبد الباري الزمزمي ، والشيخ السلفي ، محمد الفيزازي ، فإن " الركوع " للملك – بحسب الزمزمي – ليس بـ " النازلة " التي تستحق كل ذلك الجدل ، وأن الملك لا يفرض على أحد ذلك ، وبالنسبة للشيخ الفيزازي ، فإن طقوس " الركوع " للملك وتقبيل يديه " ليست " من البدع التي أوصى السلف الصالح " بتجنبها ، ويمكن تفسير مواقف الرجلين برغبتهما في نيل الحظوة لدى المحيط الملكي ، وبالتالي " تلبيس " المواقف السياسية بـ " اللبوس الفقهي " ، والتماهي الضمني مع " موقف ملكي متصور " ، بالقول إن الملك لا يفرض طقوس العبودية ، ولكنه في نفس الوقت لا يمنع ممارستها في حضرته .
موقف الملك الغامض إذن حول هذه الطقوس ، من جهة السلوك السياسي لبنكيران والطبقة السياسية والفقهية ، هو نفسه الغامض تجاه موقفه من " تقييد " ابنه بقواعد بروتوكولية صارمة ، والغامض أيضا تجاه " جيوب المقاومة " ، والغامض أيضا تجاه الجيش ورجال الحسن الثاني واللوبي الفرنكفوني ، وأيضا في الأخير تجاه رئيس حكومته ، فهذا الرئيس الذي يدعي الوضوح مع الشعب وإبلاغه بجميع " الوقائع " دون لف أو دوران إن كان قد قال إن " عصر اختطاف الملك قد ولى " فقط لأن هذا الأخير سمح له أن يكون رئيس حكومة بدرجة موظف سامي وليس الشعب ، فإنه لن يكون بمقداره الحديث في مسرحيته المعهودة بإرجاع " الوقائع " إلى مبني للمجهول عن " عصر اختطاف ولي العهد " لأنه في هذه الحالة قد يكون أصاب كبد " العفاريت " ، " العفاريت " الذين يتلقى عندهم الأوامر صباح / مساء رغم حالة الإنكار التي يعيشها .. كان الله في عونه .