هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، يشرفنا أن تقوم بالتسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب
:˚ஐ˚◦{ <السلام عليكم , عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة منتَدَاكمً يُرَحبُ بكـُمً .. إنً كنتَ تَرغَب في الإنظمَامً إلى أسًرَة المنتَدَى سَنتَشَرَفُ بتَسًجيلَكَ ..تحيَآت إدَارَة منتَدَى اعدادية زاوية البئر:) ♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ آخر عُضو مُسجل هو حسناء فمرحباً به.
♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ <ستجدون هنا دروس الاجتماعيات و بعض المواد الاخرى ) ♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ يمكن للزائر الكريم تسجيل مساهمته في المنتدى ♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ يهنئء السيد مدير المؤسسة تلاميد المؤسسة باحياء هدا المنتدى من جديد ♥}◦˚ஐ˚
موضوع: لإخوان بين عصرين الإثنين 2 يوليو 2012 - 13:38
الإخوان بين عصرين
ادريس الكنبوري الاثنين 02 يوليوز 2012 - 01:41 شكل وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر الحدث الأبرز فيما سمي بالربيع العربي. الآن يمكن القول إن هذا الحراك السياسي العربي حقق إنجازا يستحق التنويه. ولعل أبرز ما حققته الثورة في مصر أن نجاح الإخوان كان نجاحا"خالصا" إن صح التعبير، وهو في هذه النقطة يختلف عن الحالة التونسية التي وجدت فيها حركة النهضة نفسها مدعوة إلى وضع يدها في يد أطياف سياسية أخرى.
أهمية نجاح الإخوان في مصر أن الجماعة هي الحركة السياسية الأقدم من بين كل الحركات التي جمعت بين الدين والسياسة منذ بداية القرن الفائت، وأن المعركة التي خاضتها مع الدولة هي المعركة الأطول في تاريخ المواجهة بين كل الأحزاب والجماعات مع الأنظمة في العالم الإسلامي كله، فقد كانت الجماعة الحركة الأسبق إلى التكوين، بيد أنها كانت أيضا الحركة الأكثر تأخرا في الوصول إلى الحكم.
فوق ذلك، تعتبر جماعة الإخوان المسلمين المصرية الحركة الأم بالنسبة لباقي الحركات السياسية الدينية في العالم العربي، فهي النموذج الذي تم البناء عليه لدى هذه الحركات والجماعات، ومن تمة فتجربتها المقبلة في الحكم، بعد تجربتها الطويلة الماضية في المعارضة، ستكون عربونا على مدى نجاح خطاب الجماعات الدينية على بلورة مشروع سياسي حقيقي على الأرض، واختبارا للقدرة على تنزيل هذا الخطاب في الواقع.
لا شك أن قراءة جماعة الإخوان المصرية اليوم بنفس العين التي قرئت بها في الماضي سوف لن تكون منتجة، فقد تغير الواقع الدولي والعربي والمصري تغيرا يكاد يكون جذريا.
ولعل أهم تغير حصل على المستوى الدولي هو أن العالم لم يعد ثنائي القطبية كما كان الحال خلال السبعين عاما الماضية، وهي بالمناسبة الفترة الأخصب في تاريخ الجماعة وباقي الجماعات التي على منوالها في العالم العربي، والتي شهدت صوغ هيكلها النظري الذي لا زال جزء كبير منه قائما إلى اليوم. فبسبب تلك الثنائية الدولية ولدت فكرة الدولة العقائدية لدى الإخوان، لأن الذين صاغوها كانت أمامهم نماذج عدة للدول العقائدية في العالم، ولم يكن من الممكن أن يكون الإخوان نشازا من الآخرين، بل إن الذين كانوا يصارعونهم في الداخل كانوا هم أيضا يتحدثون باسم نماذج للدولة العقائدية، فقد كان القوميون يؤمنون بدولة ذات "عقيدة" قومية، ترفع من الانتماء القومي على حساب الانتماء الديني، وكان الاشتراكيون يسعون إلى دولة اشتراكية، وفي جميع الأحوال كان مفهوم الدولة عند هؤلاء جميعا أنها دولة لديها عقيدة معينة تحكم الناس باسمها، وليست دولة مواطنة تعلي من شأن المساواة، أي أن يكون المواطن في خدمة الدولة لأنه بذلك سيكون في خدمة العقيدة.
في تلك الظروف كان من شأن وصول الإخوان إلى الحكم، لو أنهم نجحوا في انقلاب عسكري ـ اللغة الوحيدة المشتركة بين الجميع آنذاك للوصول إلى السلطة ـ أن يكون مختلفا تماما عن الواقع الحالي، فلم يكونوا ليخرجوا عن النمط السياسي الذي أحدثه الضباط الأحرار أو غيرهم خارج مصر، أي إنشاء دولة شمولية أو ديكتاتورية باسم شعار تطبيق الشريعة، كما حصل الأمر في السودان في نهاية الثمانينات حين أصبح تطبيق الشريعة تصفية لحسابات بعيدة عن الدين، جيء بالدين لتبريرها، وذلك قياسا على شعار تطبيق الخيار الاشتراكي لدى الناصريين، وما سمي وقتها بالإصلاح الزراعي الذي كان مجرد أخذ المزارع والأراضي من البسطاء وردها على النافذين، مثلما حصل في المغرب مع ما سمي بعد الاستقلال بـ"سياسة المغربة".
وصول الإخوان إلى الحكم اليوم يتزامن مع أول ظهور علني لمفهوم الشارع، فلأول مرة منذ حركات المقاومة ضد الاستعمار في العالم العربي، حين كان المواطنون والقبائل يخرجون ضد سلطة الحاكم المستعمر أو الحاكم المتواطئ معه، لم يحدث أن خرجت حركة جماهيرية ضد الاستبداد، كما خرجت في الماضي ضد الاستعمار، الأب الشرعي للاستبداد في الدولة العربية الحديثة. لقد أصبح الشارع اليوم يمثل سلطة مضادة يقام لها وزنها، سلطة لا يمكن رشوها أو شراء مواقفها مثلما يحصل عادة مع الأحزاب السياسية أو التنظيمات المعارضة، وهذا تحول كبير ينبئ بولادة مفهوم الرأي العام بالمعنى الحقيقي وليس كمبدأ نظري فارغ.
هذا هو التحدي الرئيسي الآن أمام السلطة الجديدة في مصر، تحدي التعامل مع المواطنين بوصفهم رأيا عاما حاضرا في مجمل سياساتها، بمعنى أن يدرك الإخوان أن الإنجاز الأهم الذي حصل في تاريخ مصر المعاصر ليس هو وصولهم إلى الحكم بل هو انعتاق المصريين من الاستبداد والحكم الفردي، وأنهم نتاج هذا التحرر وليسوا سببا له، خاصة وأن الجماعة لم تكن وراء انتفاضة الشارع المصري وإنما قامت بالانخراط فيها بعد أن حققت تقدما أصبح واضحا عدم التراجع عنه. أما التحدي الثاني الأكبر، باختصار شديد، فهو الفصل بين السلطة والجماعة، حتى لا تتحول الدولة إلى دولة طائفية أو فئوية سرعان ما تقود إلى احتقان في الداخل، وقد سبق لأحمد مرسي أن أعلن مرات عدة أنه سيكون رئيسا لجميع المصريين، مما يعكس وعيه بخطورة صبغ الدولة بصبغة اتجاه سياسي معين.