هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، يشرفنا أن تقوم بالتسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب
:˚ஐ˚◦{ <السلام عليكم , عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة منتَدَاكمً يُرَحبُ بكـُمً .. إنً كنتَ تَرغَب في الإنظمَامً إلى أسًرَة المنتَدَى سَنتَشَرَفُ بتَسًجيلَكَ ..تحيَآت إدَارَة منتَدَى اعدادية زاوية البئر:) ♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ آخر عُضو مُسجل هو حسناء فمرحباً به.
♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ <ستجدون هنا دروس الاجتماعيات و بعض المواد الاخرى ) ♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ يمكن للزائر الكريم تسجيل مساهمته في المنتدى ♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ يهنئء السيد مدير المؤسسة تلاميد المؤسسة باحياء هدا المنتدى من جديد ♥}◦˚ஐ˚
موضوع: الأستاذ عيد الدرويش الأحد 10 نوفمبر 2013 - 16:44
بعث إلينا الكاتب السوري الصديق المحترم الأستاذ عيد الدرويش سلسلة من المقالات الفكرية قصد نشرها في شرفتنا التواصلية. مع خالص الشكر للأستاذ عيد، سننشر واحدة تتعلق بـ"فلسفة التصوف في الأديان" في الحلقة الأولى من تلك المقالات على ان ننشر الباقي في حينه:
الكتابة عن التصوف في الأديان والثقافات يتطلب منا جهداً غير عادي للدخول في الفصل بين المفاهيم والمصطلحات والمعاني والدلالات واشتقاقاتها في معناها اللفظي والمجازي التي اتسم بها هؤلاء , والتطرق إلى منهجية الدراسة لتوضيحها , أو الإمعان بها من أجل الوصول إلى جوهر التصوف وأبعاده الكونية الإلهية فلابد لأي دارس لهذه الظاهرة من دراسة الفكر الديني والمعرفة الكاملة عن مسيرة الأديان الوضعية والمعتقدات , والشرائع السماوية ، ومعرفة الجوانب المادية والروحية في الأديان كافة , وبخاصة عندما يتعلق الأمر بالإنسان لأنه سيد هذه الأرض الذي كان يدفعه الفضول لاكتشاف المعرفة على أوسع نطاق لان كل ما أنتجه العقل البشري حتى تاريخه لم يصل إلى حقيقة مطلقة ولن يصل إليها في درجة الكمال , وكلما تطور يجد نفسه تواقا إلى المعرفة ويكتشف أسرارا جديدة تدل على عظمة الخالق في حيز البصيرة والإشراق التي تم تحصيلها بالمجاهدة في كافة مفردات حياته وفي نومه ويقظته , ويجد في نفسه المفارقات التي تدفعه بين الحين والآخر لقد بحث الإنسان في نفسه وفي محيطه وكل ما أدركته حواسه ليبدأ يفكر في أبعد ما في هذه الحياة , ويصوغ نظما وعقائد معتمدا على عقله المحض ولكن ذلك لن يشفي غليله من التساؤلات التي بقيت تمخر عباب عقله وذاكرته , ويهدأ حينا عندما يعزوا ذلك إلى أن لهذا الكون مدبر أكبر مما تدركه هذه العقول وبدأ يبحث عن السعادة الأبدية وعالم الخلود وظل التباين واضحا بين الأديان الوضعية حول تلك المسائل إلى أن جاءت الأديان السماوية اتساق للمعرفة وإجابات عن كثير من الأسئلة التي كانت تدور في حياة الإنسان ولا نجد تطابقا بين معرفة هذه المسائل في الجانب الفلسفي والجانب الديني بل نجد التباين واضحا في مسائل التصوف والزهد والنسك والمغالاة في العبادة من قبل القيمين على ذلك من دين لآخر ، فتكثر المصطلحات واشتقاقاتها , فمنهم من يقول : إن الصوفية جاءت من أهل الصفة الذين يعزفون عن الدنيا والعيش مع اللذات الإلهية التي جاءت بها الشرائع السماوية , أو ما تطرقت إليه العقائد والأديان الوضعية ، وفي موضع آخر يأتي معنى التصوف من الصوف الذي يلبسونه للخشونة ومجاهدة النفس يريدون من خلالها الوصول إلى العبادة المطلقة وهم أهل الورع والتقوى , ويعتبر التصوف ظاهرة دينية المنشأ ، لأنها ظهرت ضمن العقائد والفلسفات الدينية ثم أخذت مكانتها في المصطلحات الرسمية والتعابير الخاصة ، وإن اختلفت تسمياتها من دين لآخر ، وقد استعارتها أنواع المعرفة والعلوم ، ومن لهم تفرد في بعض جوانب تلك المعارف ، والفنون ، والأجناس الأدبية ، وبخاصة جانب الشعر ، وحالات الوجد فيه مما يجول في النفس من مشاعر وأحاسيس , وقد عبر الشعر عن جوانب التصوف وما يعتلج في النفس من مكابدة . وهذه الظاهرة عالمية وفي الجوانب المعرفية كلها، لأنها تتعلق بطبيعة الإنسان من حيث ما تم إبداعه ، والنظر في ظاهر الأمور الحياتية اليومية ، وما يحيط به من عوالم ، وكائنات , فوضع نسقا من المعارف التي استقاها من واقعه ، لكي يحقق نوعا من حالة الاستقرار النفسي , والاجتماعي ، ضمن البيئة التي يعيش فيها مع أقرانه، ومع تقدم البشرية كانت هذه القوانين ، والأعراف هي دستور حياته ، وتنظيم علاقاته مع الآخرين ، وتعتبر مقدسة ، قد أخذت هذه القداسة منحى آخر عما وضعه هذا الإنسان من مبادئ ،وقيم , وقوانين ، و عما كان يجول في ذاكرته التي لم تهدأ عن البحث عن حقائق أخرى تجري خلف هذا العالم ، لا يستطيع إدراكها ، وجسد فيها العظمة بالشكل والمضمون التي تنقصه، وهي أن هناك قوة خارقة تفوق قوة البشر مجتمعين ، وعبر عنها بالآلهة ، وجسّدها بأشكال مختلفة ، ووضع لها النُصب والتماثيل ، وقدم لها القرابين ، للتقرب منها لتحميّه من كلِّ مكروه ، وهناك من يرى ذلك الفعل توسطا للآلهة ، لأنه لا يدركها ، فقد اختلفت أشكال الآلهة وأنواعها من مكان لآخر ، ومن زمن لآخر ، وإن تعددت أشكال العبادة لها ، ولكنها اتحدت في الهدف ، هو معرفة حقيقة هذه الآلهة ، وكل ما صيغ حول هذا الموضوع يندرج في مفهوم الدين ، ليصعد إلى مرتبة القداسة . من هنا يصعب إيجاد تعريف جامع مانع لهذه الظاهرة , لأن كل تجربة هي فردية تتعلق بجوانب متعددة ، ومعقدة ، في بنية الفرد ، وعقله ، وعلمه ، ويقينه ، ودينه ، وهذه المعرفة روحانية ، قد لا تحتويها اللغة في مفرداتها ، لأن سلوكها من قبل هؤلاء تبقى في حدود الفردية ، وعند دراستها من قبل الباحثين في هذه التجربة تواجههم إشكالية الوصول الى وضع منهجية للتصوف ، بالإضافة إلى أن أصحاب التجربة الصوفية من معتنقي هذا الدين ، أو ذاك هم قلة ، لأنها تتسم بالفردية، وأن الشعور الداخلي ، والباطني ممزوج بالقيمة العلمية ، والمعرفية ، وقدرة ذلك الفرد على معايشة مثل هذه الأمور، واختلاف ذلك الشعور من فرد لآخر في الحالة العادية وما يندرج تحت هذه الحالة الصوفية، ولم يكن هناك ناظم شامل لتلك التجارب، والمعضلة الأخرى هي صعوبة نقل هذه المشاعر ، والتعبير عنها ضمن مفاهيم دقيقة، فضلا عن الوصول إلى حالات الشطح الذي تكابد المتصوف وفق بيئته وموروثة وبنيته العقلية وعواطفه وامتلاكه لمقدرات اللغة التي سيخاطب بها الآخرين ومن صفات المتصوف أن يتخلص من عقدة الامتلاك لكي يحرر نفسه الأمارة بالسوء وتزكيتها بالعمل الصالح ، وهذا ما ينطبق على مقولة ابن سمنون عن التصوف (ألا تملك شيئا , وأن لا يملكك شيء) فلا يستطيع أن يتحدث عنها ، إلا من تذوقها ، ومن تذوقها يعسر عليه نقل ذلك إلى الآخرين . وظهرت مذاهب وحدة الوجود لدى الفلاسفة ، والمتصوفة ، عندما أرادوا إدراك الطبيعة بعقولهم ، وإدراك العلاقات بين الكائنات الموجودة في هذا الكون ، والبحث وراء هذا الوجود ، للوصول إلى الحقيقة ، فخارت قواهم ، وخابت آمالهم ، فاتجهت رؤاهم ، وتفكيرهم إلى أن الخالق موجود في كل الظواهر في هذا الكون، ومن هنا انطلق الفلاسفة ، والمتصوفة في شطحا تهم بوحدة الوجود . إلا أن الديانات التي رأت ذلك هي التي كانت معتمدة على العقل ، أي الديانات الوضعية ، أما الديانات السماوية ، فالغلاة من المسيحيين قد نحوا الى وحدة الوجود، بأن الله تجسد في المسيح ، وهذا جزء من وحدة الوجود ، على الرغم أن المسيحية لم تأتي بهذه التعاليم ، وعلى نفس المسار نرى المتصوفة الإسلاميين ، والفلاسفة قد تطرقوا إلى هذه المقولة (وحدة الوجود) مثل ابن عربي ، وغيره من العلماء , فالإسلام قد حارب الوثنية ، ووجّه التفكير في خلق الله ، وليس التفكير في ذات الله ، لأن هذا مما لا يمكن الوصول إليه ، وقد أخفقت كل الديانات السابقة عن الإحاطة بهذا الموضوع . إن معايشة الصوفي لحالات الوعي حينا ، واللاوعي أحيانا أخرى ، تفوق قدرة الحواس في الكشف عن الاشراقات التي يعايشها ، وإن ما تذكره منها يصعب على حواسه الإفصاح عن مكنون هذه الحالات ، والمشاعر، فإن تكلم بإشارات ، و تعابير مبهمة ، فسوف تكون خارج المنطق ، ومفاهيم اللغة التي يبوح بها، وأن هذه الحالات ممزوجة بالشعور، والإحساس ، وهي أقرب إلى الحالات النفسية منها إلى اللغة ، والتعابير إذ يمكن استيعاب جوانب الشطح، وحالات التماهي مع الذات الكلية ، وحالات العشق الإلهي ، فكانت قريبة إلى الشعور أكثر منها إلى العقل الذي يعتمد على نمطية معينة في الخطوات العامة في التفكير ، وتكمن الصعوبة أيضا في إمكانية صياغة تعريف جامع للتصوف ، وقد تناول بعض الفقهاء هذا التعريف وعبروا عنه في معاييرهم ، فما هي إلا رسوم، وعلوم تنال بالاكتساب لقد تسربت هذه المفاهيم إلى الزهد ، والرهبنة ، والتصوف، والتعبد، والنسك ، ونجد هذا المفهوم في الفلسفة اليونانية مؤلفة من مقطعين (فيلو – سو فيا) أي حب الحكمة ، فالتصوف يشير الى ذلك من حيث المبدأ ، وهو معرفة الحقيقة المطلقة ، ومعرفة الخالق، وهذا ديدن الإنسان على مر العصور، وإن اختلفت الرؤى ، والمذاهب ، والمشارب ، فكانت بكل ما صاغه العقل البشري يوما ما، وبما يمكن أن يتوصل إليه مستقبلا ، وهو أدنى من حدود العقل الكلي ، وستبقى المعرفة الكلية عسيرة عليه. إن التجربة الصوفية ليست لها هوية ، وهي مختلفة في مراحلها عند المتصوفة ، ففي عملية المجاهدة والتصوف يصل الفرد إلى حالات، ومراتب تختلف عن المراتب التي يصل إليها الآخر، وما نراه من خلال التجارب الصوفية ، وهذا أيضا يدل على مدلولها التاريخي – فالعلامة ابن خلدون يقول :( فلما فشا الإقبال على الدنيا في القرن الثاني الهجري ، وما بعده وجنح الناس إلى مخالطة الدنيا ، اختص المقبلون على العبادة باسم الصوفية ، والمتصوفة ، وقال القشيري رحمه الله ، ولا يشهد لهذا الاسم اشتقاق من جهة العربية ، ولا قياس، والظاهر أنه لقب ، ومن قال اشتقاقه من الصفاء ، أو من الصفة ، فبعيد من جهة القياس اللغوي قال : وكذلك من الصوف لأنهم لم يختصوا بلبسه ، وهم في الغالب مختصون بلبسه لما كانوا عليه من مخالفة الناس في لبس فاخر الثياب إلى لبس الصوف. إن مثل هذا الغنى الصوفي، يضفي على الدراسة شيئا من الصعوبة ، أمام وضع أسس منهجية ، وأكاديمية لكل دارس ، وباحث ، وما نراه أن الباحثين تتفاوت دراساتهم بين باحث وآخر، من حيث الأسس ، والنتائج ، والأهداف ، وتتداخل مسائل كثيرة . إن دراسة ظاهرة التصوف ، تتعلق بأديان وضعية كانت أو سماوية ، وتتضمن مجموعة من التعاليم ، والمبادئ ، والصيغ التي وضعها الإنسان ، وفق معايير توصّل إليها بمجرد العقل ، والحواس دفعته لوضع مثل هذه التعاليم ، والمبادئ ، ليتقيد بها، وأن مريديه وأتباعه يأخذون ذلك مع الغلو، والمجاهدة أكثر من هؤلاء مؤسسي هذه الأديان ، كالبوذية ، والهندوسية ،والتاوية، الزرادشتية والكونفوشيوسية ، فضلا عن المذاهب التي تفرعت عنها ، فكانت تبحث عن حقيقة الوجود ، واختلفت هذه الديانات ، ولكنها تركز على أن هناك قوة خفية وراء هذا الكون، يفوق قدرة البشر ، من خلال تعاقب الأجيال ، وأن تصرفات البشر تحمل ما هو شر وذلك عند تطبيق هذه التعاليم من قبل العامة ، وإن مخالفة ذلك تجلب عليهم الثبور، هذه الفترة تميزت بالاعتماد على ما أنتجه العقل المحض ، فقد اتجهت قواهم العقلية وتصوراتهم للبحث عن تلك الحقائق في المظاهر الكونية في الشمس والقمر وبعض النجوم وبعض الكائنات الحية ولم يتوقفوا عند هذا الشكل بل رسموا نظاماً أخلاقياً وتربوياً واجتماعياً نتلمس ذلك من خلال الاطلاع على تلك العقائد الصوفية والحضارات والثقافات التي نشأت في الشرق القديم , وتمازجت مع الحضارات المتاخمة لها ونلحظ ذلك في تربية الهندوسيين , وتعاليمهم الأخلاقية , وكذلك البوذية في مفردات حياة أولئك المعتنقين لها , وإن تناقص عددهم , وأعداد غيرهم من الديانات الوضعية بعد ظهور الديانات السماوية اليهودية ، والمسيحية ، والإسلامية ، وكان مرتكزها النبوة ، والوحي الإلهي , وهما صلة الوصل بين الإله والبشر ، فكانت ظواهر التصوف أكثر وضوحا في هذه الديانات لأنها ديانات التوحيد ، وأعطت مسارات محددة لقضايا كثيرة في حياة الإنسان في الدنيا والآخرة. وهذا يجعل ظاهرة التصوف في تلك الأديان ذات منحى واحد ، وجوهر واحد في الشكل والمضمون هي التعبد الزائد ، وأداء المناسك بشكل كلي، والعزوف عن متطلبات الحياة ، ومع ذلك ظهر التباين بين هذه الفرق لتلك الأديان ، وقد نجد هذا التصوف لدى الأديان التي لم تؤسس على النبوة ، والرسل التي كانت تفضي إلى الاعتزال ، وتبحث عن الحقيقة التي تكون بعيدة عن الملذات، والشهوات ، والبحث عن سعادة النفس الفردية. عيد الدرويش