هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، يشرفنا أن تقوم بالتسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب
:˚ஐ˚◦{ <السلام عليكم , عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة منتَدَاكمً يُرَحبُ بكـُمً .. إنً كنتَ تَرغَب في الإنظمَامً إلى أسًرَة المنتَدَى سَنتَشَرَفُ بتَسًجيلَكَ ..تحيَآت إدَارَة منتَدَى اعدادية زاوية البئر:) ♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ آخر عُضو مُسجل هو حسناء فمرحباً به.
♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ <ستجدون هنا دروس الاجتماعيات و بعض المواد الاخرى ) ♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ يمكن للزائر الكريم تسجيل مساهمته في المنتدى ♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ يهنئء السيد مدير المؤسسة تلاميد المؤسسة باحياء هدا المنتدى من جديد ♥}◦˚ஐ˚
مشآرڪآتي : 23نقاط : 4801 التقييم : 3 تاريخ التسجيل: : 19/11/2011 العمر : 38 مَدينتے : ouarzazat
موضوع: كيف تكتب إنشاء فلسفيا الجمعة 25 نوفمبر 2011 - 22:50
للكتابة الفلسفية خصوصيتها التي تتحد قبل كل شيء بتصورنا للفلسفة. فإذا نظرنا إلى الفلسفة باعتبارها نظرة إلى الحياة ونمط عيش، فإنه لابد أن تكون لكل فرد فلسفته الخاصة التي تتجلى من خلال مجموعة من المعتقدات الأساسية والمفاهيم التي تربط هذه المعتقدات بعضها ببعض وتجعل منها نسقا متكاملا من المعتقدات والتصورات والأنماط السلوكية. ويكون هدف الكتابة الفلسفية في هذه الحالة هو الإفصاح عن عناصر ومكونات الفلسفة الشخصية التي غالبا ما تكون غير واعية إلى هذا الحد أو ذاك. وهناك فرق بين أن تكون للشخص فلسفته الخاصة أو التلقائية وبين ممارسة الفلسفة كفعل واعي يسعى إلى فحص أفكار ومفاهيم الفلسفة الشخصية ومصادراتها ومعتقداتها الأساسية، وتحليلها تحليلا نقديا من أجل الكشف عن معانيها ودلالاتها والمنطق الذي يبررها. تنطلق الممارسة الفلسفية من التساؤل حول بديهيات الفلسفة الشخصية التي تحدد نظرة الفرد إلى العالم، وتهدف إلى فحص البنية التحتية المنطقية للمواقف الفلسفية لبيان مواطن القوة والضعف فيها، وتقترح أجوبه مدعمة بأدلة منطقية تبين دلالات تلك النظرة وما يترتب عنها على المستويين النظري والعملي، وتفضي الأجوبة بدورها إلى أسئلة جديدة، وتستمر عملية التفكير بهذه الطريقة الجدلية. إن هذا المنطق الجدلي الذي يتجلى من خلال دينامية التساؤل حول مبررات الأفكار والمواقف والجواب المدعم بالأدلة والبراهين هو المنطق الذي يحكم الكتابة الفلسفية. ومعنى ذلك أن الكتابة الفلسفية ليست استعراضا لمجموعة من المعلومات والأفكار فحسب، إنها قبل كل شيء نشاط عقلي يربط الأفكار بعضها ببعض بطريقة منطقية. وإذا كان لابد من أن يفصح الكاتب عن موقفه من القضايا المطروحة، فإن المهم في الأمر ليس هو الموقف في حد ذلته، بل طريقة البرهنة عليه. ومعنى ذلك أن التقييم لا ينصب على فلسفتك ومواقفك الخاصة، بل على طريقتك في ممارسة الفلسفة. وإذا كانت الفلسفة تفكيرا عقليا منطقيا، فإنها تستعمل آلياتها العقلية المنطقية في كثير من الأحيان لحل المشكلات التي تواجه الإنسان في حياته؛ ولذلك ارتبطت الممارسة الفلسفية - سواء بالنسبة للدارس أو المتعلم - بالبحث عن المشكلات وفهمها وتحديدها وتوظيف المهارات والقدرات العقلية المتوفرة من أجل إيجاد الحلول الناجعة لها. ولهذا يمكن القول: إنه لا وجود لفلسفة بدون مشكلة. فما هي المشكلة الفلسفية ؟ إنها، ببساطة، مشكلة يصعب حلها. فإن سألت أحدا عن مكان وجود محطة القطار مثلا، فسيدلك عليها بسهولة، وتصل إلى غايتك مهما تعددت السبل المؤدية إليها. وإن سئلت عن العدالة ما هي، أو عما إذا كان الإنسان يتمتع بحرية الإرادة والاختيار، فإنك سرعان ما تكتشف أنك أمام مشكلة عويصة حين تقدم جوابا فيواجهك محاورك على طريقة سقراط بسؤال يوقعك في التناقض، وتجد نفسك مضطرا للخروج من المأزق الذي وضعك فيه في محاولة يائسة للدفاع عن موقفك إن كنت تؤمن بأنه الموقف الصحيح، ومن المحتمل أن يواجهك غريمك بالنقد وبالأدلة التي تثبت صحة موقفه، وربما انزعجت من نقده ومن قوة منطقه وانفعلت، وبذلك تكون قد انهزمت. ولذلك لزم أن تعلم أن أسئلة الحق والجمال والعدالة وحرية الإرادة والخير والشر والحقيقة الخ... هي من المشكلات العويصة التي استغرق الجدال حولها قرونا مديدة، وأخذت في كل عصر شكلا جديدا. وعندما تتعارض الأجوبة عن هذه الأسئلة نكون أمام إشكاليات ومفارقات ومآزق، فنضطر إلى التفكير في مختلف المواقف وتقييمها من خلال فحص الأدلة والبراهين التي تستند عليها. أنواع الموضوعات الفلسفية وبناء على ما سبق يمكن التمييز في الموضوعات الفلسفية بين نوعين رئيسيين: أ- طلب معالجة نص أو قولة: قد يكون الموضوع عبارة عن نص يلخص موقف فيلسوف ما من قضية أو إشكالية ما، أو يستعرض مبدأ من مبادئ فلسفته، أو فرضية من فرضياته أو أطروحاته ، ويطلب منك تحليلها تحليلا نقديا ومناقشتها. وقد يكون عبارة عن جملة أو قولة قصيرة تنطوي على موقف أو مبدأ أو أطروحة، ويطلب منك تحليلها ومناقشتها أيضا، كأن يقال لك مثلا: ماذا يقصد كانط بقوله: "تصرف على نحو تُعامل معه الإنسانية دائما وأبدا، سواء في شخصك أو في شخص غيرك، كغاية، ولا تعامل أحدا البتة كما لو كان مجرد وسيلة فقط" وما رأيك في ذلك ؟ دعنا نواصل الحديث عن أنواع الموضوعات قبل أن نعود إلى النص والقولة لبينان كيفية التعامل معهما ومعالجتهما. ب- طلب الإجابة عن سؤال مباشر: يجعلك السؤال أمام قضية أو مشكلة فلسفية من غير أن يستحضر موقفا من مواقف الفلاسفة إزاءها؛ ومن أمثلة ذلك، "هل يمكن اعتبار الجنين شخصا ؟"، أو "هل الموت الرحيم مقبول من الناحية الأخلاقية ؟". والفرق الوحيد بين السؤال المباشر والقولة هو أن هذه الأخيرة غالبا ما تعبر عن موقف فيلسوف ما من قضية معينة، لذلك لزم أن يتركز النقاش حول ذلك الموقف، وأما السؤال فيترك الباب مفتوحا أما جميع الاحتمالات الممكنة، ويتعين عليك بالتالي أن تتخذ موقفا وتبرره بالأدلة والبراهين المناسبة، ولذلك لزم أن تجعل من موقفك نقطة تركيز إستراتيجية، وتناقش في ضوئها المواقف المنافسة. وعلى الرغم من الاختلافات الشكلية بين مطلب تحليل النص أو القولة ومطلب الإجابة على السؤال المفتوح، فإن جميع المطالب تحيل على مشكلة فلسفية، لأن الممارسة الفلسفية، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، مجهود فكري لحل المشكلات، ويقتصر الاختلاف بين مختلف المطالب على طريقة التعامل من المشكلة المطروحة وعلى نقط التركيز الإستراتيجية. المهارات المطلوبة لمعالجة الموضوعات الفلسفية تطرح الموضوعات الفلسفية قضايا ومشكلات تطرق لها العديد من الفلاسفة في الماضي والحاضر، ويكون المطلب الأول من المتعلم هو فهم القضايا والمشكلات المطروحة، وإبراز قدرته على التحليل والاستدلال والمناقشة والنقد الخ.. يتعلق الأمر، إذن، بعرض القضية أو المشكلة في لحظة أولى، وتحليلها ومناقشتها في اللحظة الموالية، ويجب أن يتم ذلك كله في إطار وحدة متكاملة ومتناسقة الأجزاء. 1- عرض المشكلة أو القضية المقصود بعرض المشكلة أو القضية هو إيضاحها من خلال بيان ما يجعلها تفرض نفسها علينا كمشكلة يصعب حلها، وفهم لماذا يُنظر إليها على أنها مشكلة عويصة. ويتطلب تحقيق هذه المهمة توفر القدرة على إعادة صياغة المشكلة بأسلوب شخصي يكشف عن المفارقات التي تثيرها، ذلك لأن فهم القضايا الفلسفية إنما يقاس بمدى قدرة المتعلم على إعادة صياغتها بأسلوبه الشخصي ووضع علامات استفهام حولها. ويمثل التحليل لحظة أخرى بالغة الأهمية من لحظات عرض المشكلة. ومعنى التحليل بيان العناصر التي تندرج في تكوين المشكلة، والمفاهيم التي تعبر عنها والعلاقات القائمة بينها والتي تجعل منها وحدة أو كلية. وعندما تفهم المشكلة وتتبين لك مكوناتها وعلاقاتها يكون من السهل ربطها بقضايا أخرى تستدعيها تلك المشكلة بالضرورة، ومن ثمة تستطيع وضعها في سياقها النظري العام. إن دعوة كانط، في قولته السابقة الذكر، إلى الصلاحية الكونية لمبدئه الأخلاقي تثير معها في نفس الوقت مسألة نسبية الأخلاق ، ومسالة ما إذا كان مصدر الأخلاق هو العقل أم الواقع بما ينطوي عليه من تقاليد وأعراف؟ كما أن المسألة المتعلقة بما إذا كان الجنين شخصا تطرح مسألة الهوية الشخصية ومحدداتها، وما إذا كان مفهوم الشخص يتحدد بالمعطى البيولوجي وحده، أم بالمعطى السيكولوجي وحده، أم بهما معا؛ وتثير معها قضايا أخلاقية كمسألة الإجهاض ومدى مشروعيته من الناحية الأخلاقية والقانونية، ومسألة التعديلات الوراثية وما إلى ذلك. وكذلك فإن مسألة حرية الإرادة والاختيار تثير معها مسألة الحتمية ومسألة ما إذا كان للعقاب مبرر أخلاقي. 2- المناقشة تمثل لحظة المناقشة اللحظة الحاسمة في الكتابة الفلسفية؛ هنا تكون قد انتقلت إلى غاية المطلوب منك، وهو اقتراح جواب أو حل مناسب للمشكلة التي سبق لك أن أوضحتها وحللتها وبينت أبعادها وامتداداتها ووضعتها في سياقها النظري العام، ومناقشة مختلف المواقف إزاءها من خلال ببان مدى أهميتها وحدودها وتقييمها في ضوء موقفك الشخصي أو موقف انحزت إليه لاعتبارات يتعين عليك التصريح بها وتبريرها. ويجب أن تعلم أن كل جواب أو موقف لابد أن يكون مدعما بأدلة وبراهين مقنعة؛ وتعتبر القدرة على الاستدلال والبرهنة إحدى القدرات الأساسية التي لا غنى عنها في الكتابة الفلسفية، وهي التي يوليها المصحح أهمية خاصة في تقييمه لعملك. ولذلك ارتأينا أن نخصص مقالة في المستقبل القريب لمهارة الاستدلال لتكون على علم بمنطقها وتقنياتها إن منطق الاستدلال هو الذي يضفي الانسجام والتماسك على الإنشاء الفلسفي، وعليه تقوم نصية النص الفلسفي مهما كان نوعه. والملاحظ، انطلاقا من تجربتي كأستاذ في التعليم الثانوي والعالي أن معظم التلاميذ والطلبة يجدون صعوبة كبيرة في الربط بين الأفكار، وغالبا ما يستعملون أدوات الربط اللغوية والمنطقية في غير محلها، فتبدو لهم العبارات والأفكار مترابطة ومنسجمة فيما بينها، وهي في الحقيقة ليست كذلك. وهذه مشكلة حقيقية. والمطلوب هو أن تفضي كل فكرة أو قضية منطقية ما إلى فكرة أو قضية أخرى تلزم عنها منطقيا أو تربطها بها علاقة ما كالعلاقة الجدلية والتقابل، بحيث يشعر القارئ بأنه أمام ديناميكية فكرية تصب في اتجاه واحد وتسير نحو نتيجة يمكن التكهن بها بناء على المقدمات. وفي إطار هذه الديناميكية الهادفة يكون من المفيد جدا أن تستحضر في ذهنك الانتقادات التي من المحتمل أن تتعرض لها، وترد عليها دفاعا عن موقفك وتناقشها في ضوء الهدف الذي تسعى إليه أو النتيجة التي تحاول إثباتها. ويجب أن ينصب النقد على المصادرات الأساسية التي ينبني عليها الموقف المخالف أو المعارض لموقفك، من جهة، وعلى أسلوب الاستدلال الذي يقوم عليه لبيان ما ينطوي عليه من اختلالات ومواطن ضعف. وكذلك يتعين عليك أن توجه انتباهك إلى المسكوت عنه في الموقف المعارض وإلى ما قد ينطوي عليه ضمنا من عناصر إيديولوجية قد تكون لها انعكاسات سلبية على المستويات الاجتماعية أو السياسية أو الأخلاقية. وهذا ما يسمى بالنقد البناء. ولذلك لا يكفي القول : "إنني أأيد موقف كذا أو كذا" أو "لا اتفق مع الموقف كذا أو كذا" لأن هذا الموقف أو ذاك ينسجم أو لا ينسجم مع مزاجك أو معتقداتك الشخصية. ويجب ألا ينطوي العرض إلا على ما له علاقة بالقضايا وبالتساؤلات التي سبق لك طرحها في المقدمة، والتي لا يجب أن تنساها أو أن تحيد عنها، وهذا مع الأسف هو ما يحصل لمعظم التلاميذ والطلبة، حيث تظل التساؤلات المطروحة معلقة كالديكور. وفيما يتعلق بالخاتمة، فإنني أفضل ألا تكون مجرد ملخص للعرض، بل يجب أن تكون في اعتقادي مناسبة لتقييم موقفك وبيان قيمته وأهميته الفلسفية