هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، يشرفنا أن تقوم بالتسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب
:˚ஐ˚◦{ <السلام عليكم , عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة منتَدَاكمً يُرَحبُ بكـُمً .. إنً كنتَ تَرغَب في الإنظمَامً إلى أسًرَة المنتَدَى سَنتَشَرَفُ بتَسًجيلَكَ ..تحيَآت إدَارَة منتَدَى اعدادية زاوية البئر:) ♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ آخر عُضو مُسجل هو حسناء فمرحباً به.
♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ <ستجدون هنا دروس الاجتماعيات و بعض المواد الاخرى ) ♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ يمكن للزائر الكريم تسجيل مساهمته في المنتدى ♥}◦˚ஐ˚
:˚ஐ˚◦{ يهنئء السيد مدير المؤسسة تلاميد المؤسسة باحياء هدا المنتدى من جديد ♥}◦˚ஐ˚
مشآرڪآتي : 334نقاط : 5981 التقييم : 10 تاريخ التسجيل: : 31/03/2011 العمر : 32 مَدينتے : المغرب الكبير المزاج : متسامح
موضوع: فلسفة الدين( مشكلة الإنسان ومشكلة الله ) السبت 30 مارس 2013 - 10:16
فلسفة الدين( مشكلة الإنسان ومشكلة الله ) الفصل الاول الفصل الاول مشكلة الإنسان ومشكلة الله الإنسان كائن منفتح على اللامتناهي الإنسان هو كائن مفكر، ما يجعله في تسائل مستمر عن نفسه والعالم وعن الاخرين. يمكننا ان نعرّف الانسان على انه "الكائن الاشكالي" بالمعنى الايجابي والسلبي الذي تحمله الكلمة: فهو من جهة، يُعتبر موضوعاً ومن جهة ثانية يكون الانسان هو الذات التي تبحث وتتسأل. فلا توجد مشكلة يطرحها الانسان على نفسه إلا ويكون هو ذاته طرفاً رئيسياً فيها: فالشيء الذي نسأل عنه أو الذي نستفهم حوله هو الذات التي تسأل والموضوع الذي نتسأل عنه، وهذا يطرح نفسه في كلّ سؤال نضعه في الوجود. فالسؤال الأساسي والنهائي والمتضمن في كلّ سؤال يسائله الانسان، هو الـ "لماذا" الاخيرة التي يطرحها والتي تشكل تسائلاً عن ذاته ككائن اشكالي وغير مكتفي بذاته جذرياً، متألم ضميرياً وغير سعيد، محتاج في عمقه إلى اللامتناهي. ان الانسان كائن يضيف معنى على كل عمليات البحث التي يقوم بها؛ معنى حياتي ووجودي وواقعي الحالي. يأتي طرحنا لقضايا نظرية مجرّدة، من حاجتنا المُلحة الى المطلق واللامتناهي وتلبية لعديد من الحاجات والتساؤلات التي ترتبط بوجود الانسان. ليست الفلسفة مجرد بناء نظري لشرح الوجود بواسطة المبادىء (فالعلّة بالنسبة الى ارسطو تحملُ معناً قياسياً ودينامكياً، فهي مبدأ أساسياً وديناميكياً للوجود: الشيء الذي يؤثر على وجود الاشياء الاخرى)، بل انها تعني بمعناها الحرفي الاول: حبّ الحكمة: حب البحث عن الحقيقة. فالحكمة هي اللذة العقلية والنظرية التي يشعر بها الانسان عندما يؤسس وجوده وفعله على ما هو قوي ودائم. ليست الفلسفة حباً تجريداً: انها تمتد لتشمل كل الوجود الذي يحتوينا نحن وكل وجودنا، اي الوجود بكليته، الاساس الاخير للاشياء الذي على اساسه يمكننا ان نتسائل عن انفسنا نحن. ان الانسان كائن مفتوح (وجودياً وقصدياً) على العالم وعلى اللامحدود: فهو الكائن الوحيد الذي يستطيع ان يرتفع (يتسامى) على نفسه (يراقب ذاته وهو يتأمل) في اللحظة التي يتأمل بها ذاته أو موضوعاً. انه الكائن الذي يمكنه ان يمتلك نفسه كلياً وانعكاسياً في الآخر المختلف عنه. الانسان هو وعي مفتوح قصدياً، يبني نفسه من خلال عطاء النفس، بواسطة الحب الذي يتحول الى محبة: محبة وخدمة. العقل يملك الامكانية أن يصير جميع الاشياء من خلال معرفته ايها وتكوين مفاهيم عقلية عنها وبالتالي احتوائها قصدياً. ان مشكلة الانسان ليست مشكلة علمية أو تحليلية فيزيائية أو منطقية. ليس الانسان شيئاً بين اشياء أخرى، موضوعاً بين مواضيع عدّة. انه، بالاضافة الى كلّ التحديدات الفلسفية، الذات المدركة والواعية بكل افعالها وتفكيرها ووجودها. يمكنني ان اتجاهل الكثير من الاشياء بضمنها عملية الوعي والادراك الفكري، الا انني لا يمكن ان أتجاهل نفسي التي تقوم بفعل التجاهل ذاته. المشكلة الاساسية للفلسفة هي "التساؤل" "البحث" عن مَن هو الانسان: الفلسفة هي البحث بمحبة عن الحكمة. مع هذا كلّه، يعيش الانسان في كثير من الاحيان "اللحظة الحاضر" وكانها لحظة منتهية ووحيدة. وبدلاً من أن يعيش الانسان الزمن، يُعاش هو ذاته من قبلها، ظائعاً في حالة وجوده في العالم كاي كائن آخر دون أية شخصية متميزة. تركز الحضارة المادية على الفردية جاعلة من الرجل يصبح مقياساً والمرأة مودا (MODA). في العديد من الحالات التي تصادف الانسان في تعاملاته اليومية البسيطة والتي تغير وتعدل مجرى حياته تغييراً جذرياً، كما يحدث في الدعوات المكرّسة أو اختيار شريك الحياة أو امتهان مهنة معينة، في حالة المرض الذي يقودنا الى التأمل، أو في حالة الالم الذي يقودنا الى الياس ويدعونا للدخول الى اعماق نفوسنا أو في حالة الموت والمعاناة العميقة للحياة نفسها، نختضّ من الداخل ونستيقض من سباتنا الذي نعيشه في عالمنا ونعود الى اعماق وجودنا البشري، فنرجع الى نفوسنا ونتأمل بما يحدث، فنقف امام نفوسنا ونضع نفوسنا امام فعلنا الحرّ فنكتشف بنيتنا الاساسية الوجودية الاصيلة، أي كوننا موجودين لكي نختار، موجودين لنعيش القيم. يعرّف كيركجارد الانسان بانه الكائن الذي يمكنه ان يختار مصيره وان يقبل ويرفض كل شيء حتى المطلق بذاته، يمكنه ان يخلّص نفسه أو يهلكها. انه الكائن الوحيد الذي يمكنه ان يخطط لمستقبله ويحدده من خلال قدرته على الاختيار الحرّ، حتى وان لم تكن هذه الحرية مطلقة. فالانسان هو حريّة، "علاقة مع النفس"، كائن معقّد ومركب من ابعاد مختلفة، يمكنه ان يتامل في ذاته ويتسامي عليها ويسيطر على افعاله (توما الاكويني). اعتقد ان وصف المارحل الثلاثة في الحياة البشرية يساعدنا في فهم ابعاد الخبرة الانسانية. إن مركز فكر كيركجارد يكمن في مفهومه للوجود البشري. فبالنسبة اليه، الإنسان هو كائن يمكنه ان يختار ولكن ليس كلُّ شيئاً. فهو مهدّد باختياراته التي يختارها. يشرح كيركجارد الصعوبة التي تواجه الإنسان أمام اختياراته المصيرية في تبيانه لمفهوم الألم ويؤكد على ان الوجود لا يتحقق بصورة كاملة إلا من خلال قرار الاختيار المؤلم. يحللّ كيركجارد حالة الإنسان في اختياره بالانطلاق من حياته الشخصية ويصفها مستخدماً كلمة "مرحلة": المرحلة الجمالية (دون جوفاني)، والمرحلة الأخلاقية (الزوج)، والمرحلة الدينية (ابراهيم)، التي تجد ذروتها في شخصية إبراهيم ومأساة الإيمان الذي يعيشه. يظهر كل هذا وكأنه يناقض الفكر الهيجيلي الذي يصف الوجود البشري ويعتبره لحضة من لحظات الروح الشامل المطلق.
المرحلة الجمالية: يراد بها حالة الانسان الذي يحاول ان يعيش اللحظة الحاضرة، الحاضر المباشر، الذي لا يمكن ان يتكرر. فهو حالة ذلك الذي يعيش حلماً ويبحث عن اللذة في كلّ شئ. بطل هذه المرحلة هو دون جوفاني الذي يحاول ان يستمتع بأكبر قدر ممكن من كل ما يأتي في حيّز خبرته، ولكنه معّرض الى خطر كبير وهو الخلل الذي يقود الى اليأس، النتيجة الاخيرة للحالة الجمالية. لا يوجد امامه في هذه الحالة سوى العبور من اليأس الى الالتزام. المرحلة الاخلاقية: تبدأ هذه المرحلة في اللحظة التي يقّرر فيها الانسان "الالتزام"، أي يقرر فيها الدخول تحت سيطرة الاخلاق، الواجب والامانة. إن هذه المرحلة هي ثمرة اختيار يقوم به الفرد مع ذاته ويقبل من خلالها واجباً مُنِحَ اليه من قبل الحياة. ان هذا الاختيار يولدّ التضاد بين الخير والشرّ. انه التخلي عن واحد من الاختيارات، فهو توبة. ان الزوج هو خير مثال لهذه المرحلة والزواج يعبر عن حالة الاخلاقية. ان العنصر الاخلاقي في هذه المرحلة هو العمل، الذي يحتوي هو ايضاً على تناقض. مِن جانب، يختار الفرد عمله بحرية، ولكنه يكتشف فيها جانب الشر الموجود في داخله. هذا ما يدمّر التفاؤل والقوة الادبية التي تتأسس عليها الاخلاق. يجب على الانسان ان يعرف ضعفه وعدم مقدرته على الوصول الى الكمال بقوته الخاصة. المرحلة الدينية: تكمن في اكتشاف الانسان لضعفه من خلال اختياراته التي تحمل بعدا اخلاقياً. فهو يعي ذاته مُلزماً ان يواجه مصيره قافزاً قفزة نوعيّة ايمانياً، فأما ان يقع في اليأس ان يسلم نفسه كلياً بيد المطلق الذي هو الله. يصف كيركجارد هذه القفزة بأنها انفصال تام عن المبدأ الاخلاقي وانصراف تام عن الاهتمام بالعالم. في اعماله الاولى، يحاول كيركجارد برؤيته المسيحية ان يبرهن على ان الانسان قادر على تجاوز الحالة الاخلاقية والعيش في الله بواسطة الايمان. المسيح الذي تألم ومات هو الانسان هو الواسطة الوحيدة للخلاص ويجب على الانسان ان يعرف ويعترف به كأله. فمفارقة الايمان هي ثقة مؤلمة وعلاقة خاصة بين الله والانسان: علاقة مطلق بمطلق آخر. الايمان هو مفارقة: لانه يضع الانسان في موقف يلزمه بالاختيار، ولكن الله هو كل شئ ومنه تأتي عطيّة الايمان. الوجود البشري هو تناقض عميق والدين هو الذي يكشف للانسان حالته الحقيقة: مفارقة، تناقض، ضرورة وشكّ وحرَّية متألمة. بعيداً عن الصبغة البروتستانتية التي يمكن لمسها في فكر كيركجارد، الا ان وصفه للمراحل الثلاثة للوجود البشري يبين ويوضح الكثير في موضوعنا.
حرية واختيار: الخبرة المتكاملة يختبر الانسان ويكتشف ذاته، من خلال استخدامه لحريته، كفرد وكذات وكشخص غير قابل للردّ الى أي كتلة كانت وذو مقدرة، محدودة بطبعها، على بناء نفسه وتحديد مصيره من خلال دعوته الشخصية الفريدة. ان عالم الحرية والاختيار هو عالم الخبرة الانسانية الأصلية ولهذا يجب أن يُأخذ بنظر الاعتبار كحقيقة مهمة. فلا يمكننا فصل جزء عن بقية الأجزاء أو ارجاع واحداً منها إلى الاجزاء الاخرى. الفلسفة، التي تعني محبة الحكمة، تنطلق من وصف الخبرة الانسانية المتكاملة دون تهميش لأي جزء منها. تشمل الخبرة المتكاملة على الذات والموضوع، الفكرة والانا العميق الذي يدركها: يمكن الوصول الى هذا الانا من خلال عملية تأمل داخلي عميق بشفافية كبيرة. فلا "العقلانية" التي تدعي بقدرة العقل على بناء الحقيقة كاملة، ولا اصحاب المفهوم الذين يرجعون كل شئ الى "المفهوم"، ولا "التجربية" التي تردّ كل شيء معطيات حسية، يمكنها تقديم وصفاً كاملاً للخبرة البشرية التي تستند الى وجود ذات مدركة لهذه المعطيات. حتى "القيم" التي تبدو وكأنها بعيدة المنال واليها ينزع الجميع لتحقيقها وعيشها، كالشئ الذي لا نملكه ولكننا نتجه نحوه، لا يمكنها ان تكون ذا معنى اذا لم يكن لها تلك الفعالية المطلوبة في واقع خبرتنا الانسانية: الفراغ والوحدة، الماضي والمستقبل، خبرات (خبرة انسانية) نفسية بحته، الغياب المؤلم. كل شيء يدخل في نطاق الخبرة المتكاملة: المعطيات الحسيّة، العقل الذي يربط الحواس بعضها ببعض، المعنى من الحياة والوجود، الممارسة الواعيّة الحرّة، الارادة والعقل والشعور باننا موجودون. ان خطأ التجريبية (Empirisim) يكمن في تفضيل جزءاً على جزء اخر، ودون الاخذ بنظر الاعتبار الكلّ، يخطأ ايضاً "المثالي" الذي يحاول ان يرجع كل الخبرة الى فكرة دون ان يميز الاختلاف النوعي ويأخذ بنظر الاعتبار تعدد مستويات الخبرة الانسانية المتكاملة. فعناصر الخبرة المتكاملة هي: احساس وعقل، وجود وقيمة. ينبغي استرجاع العناصر التي حاولت العقلانية الحدّ منها والغائها: الحادثية، الخطأ، المخاطرة، حدود التفكير والارادة البشرية. علينا استرجاع مفهوم قبول "الانا"، وفكرة التوجّه نحو اللامتناهي، الرغبة في السعادة ووعي الروح بافعاله (كل الخبرات الصوفية). فاما ان نقع في الميكانيكية السبينوزية واضعين كل شئ في خانة الضرورة، او سنقع في المثالية والعقلانية التي ترجع كل شئ الى الذات وتلغي أي وجود خارجي موضوعي. ان موضوع الحريّة هو الموضوع الاكثر انساني: فمن خلاله يكتشف الانسان ذاته لذاته، بداية من الاختيارات البسيطة والسطحية وانتهاءاً باعقدها، تلك التي تشمل كل وجودنا. فاختياراتنا تقودنا الى وضع نوع من الهرمية في القيم: ليست كل القيم على نفس المستوى. فهناك اختيارات اساسية تحدّد اخرى ويمكنها ان تحدد كل الحياة والاتجاه الوجودي. ففي أي اختيار نقوم به، نجد صراعاً واقعياً بين القيم تدعونا الحياة الى خوضه. الحياة الاخلاقية التي يعيشها كل واحد منّا تكشف الصراع القيمي في ابسط افعالنا اليومية. تصبح الاختيارات العميقة والاساسية اساساً لكل الاختيارت التي ترتبط بها وتتعلق بها. لقد دفع هذا المفهوم وهيأ الطريق لعديد من الفلاسفة (ارنست بلوخ، جان بول سارتر) الى اعتبار الله ضرورياً للانسان، ولكنهم جعلوه مجرد مثال أوفكرة مجرّدة عقلية: ضروري ولكنه مجرد فكرة. ان الاشكالية الرئيسية التي تقف خلف هذا المفهوم للانسان تكمن في التسأول حول ما اذا كانت هذه الهرمية مجرد ظاهرة، ام انها تكشف حقيقة عن بنية وجودية وتُجبرنا على اتخاذ قرارات واختيارات، نتمكن من خلالها اكتشاف العلاقة بالمطلق. فاما ان يكون هذا المطلق مرتبط بصورة اساسية بالانسان او انه مجرد شئ لا يهمنا. فالانسان لا يكتشف المطلق فحسب، بل أكثر من ذلك، فانفتاحه على هذا المطلق، يكشف له ن اعماقه.
الخبرة المتكاملة ومشكلة الله اذا كان المطلق حاظر في صميم خبرتنا واذا كانت هناك حاجة مستمرة الى قيمة مطلقة تتأسس عليها بقية القيم، فمن الطبيعي ان تكون هذه القيم المطلقة موضوع لاختيارنا الاساسي. فهو الذي يوّحد ويضيف معنى على كل الحياة الانسانية ويقوم بتأسيس كل القيم الاخر. تكمن الاشكالية الاساسية في معرفة اذا ما كان هذا المطلق موجوداً منذ البدء؟ ومعرفة اذا ما كانت هذه العلاقة مع المطلق والمتسامي والالهي اساسية لبناء الانسان كانسان؟ فانطلقاً من هذا الموقف الاساسي والوجودي وحضور المطلق هذا في حياتنا يمكننا ان ندخل الى مشكلة الله. المطلق الموجود في مقاصّدنا، نياتنا وارادتنا البشرية يمكّننا من طرح مشكلة الله. ولكي نفهم جيداً ونستوعب ابعاد هذه القضية علينا ان نوضح قبل كل شئ مفهومين اساسين تمّ استعمالهم في تاريخ الفلسفة لوصف هذا المطلق. لقد تمّ الكلام عن الله او الالهي بمعنى غير محدد، غير دقيق وغير واضح: الله هو المطلق، الاساس والحكمة، ولكنه لا يظهر متميزاً أو منفصلاً، شخصياً او غير شخصي. فهو اكثر من مجرد مطلق، انه الحقيقة الاخيرة المطلقة. فلا نعرف مَنْ هو؟ هو الذي يؤسس كل شئ، ولكننا لا نعرف شئياً عنه: فهو بدون وجه! ان هذه التحديدات هي نتيجة لتأملات عقلية لاحقة للخبرة البشرية. ان الخبرة الدينية الاصلية التي تكشف عن حضور المطلق والمتسامي وتعتبر الانسان طرفاً هي الخبرة التي توجّهه نحو الشخصانية ونحو "الأنت" المطلق. فالآخر المطلق هو شخص مفتوح على الحوار الاخير ولهذا فان الشخصية، في المرحلة الاولى متضمنة ويمكن ان تشرح بطريقة مشوهة وغير كاملة او بطريقة احادية الجانب بالرغم من تأسسها على خبرة دينية اصلية. هناك طريقة الاديان التوحيدية التي تتكلم عن الله كروح وشخص مستقل مع انه مؤسس وحاضر. ان الخبرة والتأمل الديني صاغتا فكرة عالية جداً عن الله: فبالنسبة لنا نحن المسيحين، المعنى الثاني هو الاكثر استخداماً. الله بالنسبة لنا ليس فكرة مجردة ومفهوماً فارغاً من المحتوى، بل شخصاً حراً يخاطب الانسان ويكلمه في تأريخيه ومن خلال تأريخيه.
هذا هو الهنا الذي يظهر من خبرتنا الدينية ولا يمكن ان نطرح مشكلة الله دون ان نأخذ بنظر الاعتبار هذا المفهوم. اذا كانت الفلسفة، فلسفة الدينية، تستخدم مفاهيم منطقية وتعابير عقلية لتصف الواقع الخارجي: فيجب ان لا تنسى ان مثل هذه المفاهيم مفتوحة قصدياً على الحقيقة التي يحاول العقل ان يقرأ ما في داخلها، وبما ان العقل يقرأ ما في داخل الشئ فيمكن ان يعبّر عنها، أي ان يكون مفهوماً او تعبيراً عقلياً التي توجد فيه الحقيقة بشكلها التمثيلي. ان فلسفة الدين تحاول ان تتأمل في الخبرة الدينية وتكتشف ما فيها من مفاهيم عامة وشاملة والتي تحتوي على معطى وجودي تاركة بهذا كل التفاصيل التي يمكن ان تكون عرضيّة او الاكثر اهمية في الخبرة الدينية (كالخبرة الصوفية).